نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية مقالا تحت عنوان "الورطة السورية" ينطلق مما تراه خطر تصعيد في سياق ​الأزمة السورية​ بعد الاشتباك الأخير بين قوات موالية للولايات المتحدة وأخرى للحكومة السورية، مشيرةَ إلى "كيفية أن الحرب الدائرة في سوريا منذ سبع سنوات يمكن أن تنتهي إلى نزاع أوسع بين القوى الكبرى".

ورأت أن "الحادث الأخير كان لصد هجوم أرضي يهدف إلى اختبار مدى رغبة ​واشنطن​ في الدفاع عن وجودها العسكري في شرقي سوريا"، مشيرةً إلى أن "هجوم القوات الموالية للحكومة السورية الذي استهدف حسب ناشطين محليين وحدات من قوات سورية الديمقراطية يقودها مقاتلون أكراد وتحظى بدعم واشنطن، كان يهدف إلى إجبار واشنطن على سحب قواتها الخاصة من المنطقة الواقعة إلى الشرق من ​نهر الفرات​، فضلا عن كونه جس نبض لمدى إمكانية إعادة سيطرة النظام في دمشق على كامل مساحة البلاد".

واعتبرت أن "الهجوم كان أيضا محاولة لاستثمار العملية العسكرية التركية ضد حلفاء ​الولايات المتحدة​ من الوحدات المسلحة الكردية في شمالي غرب سوريا"، مشيرةً إلى أن مقتل هذا العدد من القوات الحكومية السورية وحلفائها يمثل إهانة للرئيس السوري ​بشار الأسد​ قد تثير مواجهة بين الأميركان والروس الذين يدعمون نظامه، وإن التصعيد في النزاع بات يمثل خطرا حقيقيا".

ولفتت إلى أن "الولايات المتحدة حافظت على اتصالات مع مراكز القيادة الروسية الميدانية في المنطقة خلال الهجوم لمنع اندلاع أي مواجهة، كما فعلت من قبل في تنسيق ضرباتها الجوية ضد مسلحي تنظيم "داعش" الارهابي" ورأت أن "الروس يلعبون لعبة مزدوجة، أذ يحرصون على الظهور بمظهر الحلفاء في قتال تطرف تنظيم ​الدولة الإسلامية​ وصناع السلام المستعدين لدفع حكومة الأسد باتجاه المصالحة الوطنية، لكن خطط سلامهم، في الحقيقة، باتت الآن تعمل بالاتفاق مع ​إيران​ و​تركيا​ على استبعاد أي دور غربي في المنطقة".

وأشارت الصحيفة إلى أن "خروج القوات الأميركية سيخلف فراغا، سيسعى تنظيم الدولة الإسلامية الذي اختفى تحت الأرض ولم ينته كليا إلى استغلاله، لتخلص إلى أن دور الولايات المتحدة الرئيسي في فوضى ما بعد دولة الخلافة هو حفظ الاستقرار، وينبغي على ​موسكو​ وأنقره أن تقبلا بهذا الدور".