ترأس النائب البطريركي على رعية إهدن ​زغرتا​ المطران جوزيف نفاع، قداسا احتفاليا في عيد ​مار مارون​ في كنيسة القديس في العقبة - زغرتا، بمعاونة الكاهنين ​بول مرقص​ الدويهي ويوسف بركات، وخدمت القداس جوقة الرعية بمشاركة عدد من أبناء الرعية.

بعد ​الانجيل المقدس​، ألقى نفاع عظة قال فيها: "نعيد اليوم أحب عيد على قلبنا نحن ​الكنيسة المارونية​، عيد أبينا ومؤسسنا، عيد شاب اسمه مارون عاش في زمن سيء مثل هذا الزمن وكانت المشاكل من كل مكان لدرجة ان الناس اعتقدت حينها أنه من الصعب أن تستطيع الكنيسة أن تستمر، حتى المسيحيين كانوا يقتلون، وهذا ما جعل من شاب اسمه مارون ييأس من هذا الواقع، فالتجأ الى الجبال حيث وجد الراحة والسعادة مع الله حتى لحق به الناس فوجدوا السعادة هم أيضا واسترشدوا به وصلوا معه. ومع الوقت تبين لهم أن السعادة مع الله ولا شيء يستحق، فحيث يوجد الله توجد الحياة. وتجمعوا وتكاثروا فأصبحوا شعبا نفتخر اليوم بأننا ننتمي له".

أضاف: "ما ميز ​الموارنة​ هو أنهم اكتشفوا أن الله هو الكنز ولا شيء سواه، وكل شيء خسارة بعيد عن الله ومعه كل شيء هو ربح وهذا ما دفع بآبائنا وأجدادنا أن يتمسكوا بالله لآخر نفس. فاذا كنا قادرين على العيش ببحبوحة، فخير وبركة، انما اذا الخير والبحبوحة سيكونان على حساب الله فلا لأننا اكتشفنا ان الكنز هو الله وكل الباقي يزول. ما الذي دفع بآبائنا وأجدادنا الموارنة إلى أن يسكنوا في ​وادي قنوبين​ حيث وعورة المكان جغرافيا؟ حفروا الصخر ليزرعوا ويأكلوا وتحول هذا المكان الى مكان مستهدف، حصرمة في عين الجميع، السبب أن من يسكنون فيه هم صرخة في ضمير العالم بأن الله هو كنز ويعطي فرحا أكثر من مال السلاطين والعثمانيين ومن كل الذين أتوا الى هذه الأرض، وبقينا حصرمة لأن لدينا كنزا وحيدا هو الله. وهذا ما جذرنا في هذه الأرض حين من كانوا أقوى منا ولديهم الملك والجيوش انهزموا، لأن الكنز هو الله وليس المال وهذه هي الحقيقة التي نحن اليوم بأمس الحاجة الى تذكرها".

تابع: "حاولوا اقناعنا بأن قيمتنا بما نملك من مال، لذا لسنا سعداء انما الحقيقة هي أن قيمتنا بايماننا وتمسكنا بالله. ونحن اليوم مدعوون للعودة الى مار مارون وتعاليمه التي تقول بضرورة فرحنا بما وهبنا اياه الله، انما اذا اتى يوم وخيرت بين الله والمال عليك أن تختار المال لأنك ستخسر كل شيء. مارون يذكرنا بمثل كان جدودنا يقولونه لنا: المال لا تصنع رجالا انما الرجال يصنعون مالا. في أيامنا هناك بيوت تهدم بسبب قلة المال إذ لا رجال فيها ولا سيدات أخوة الرجال يتعاونون ويضحون. فحين خسرنا رجولتنا وكرامتنا أصبحنا لعبة بيد الآخرين".