لفتت مستشارة رئيس الجمهورية ميراي عون هاشم في ندوة الى انها "من جيل الحرب، وعندما وقعت الحرب كان لبنان جمهورية فتية، ولم يكن قد مر وقت على استقرار مؤسساته، وجاءت الحرب الكبيرة عليه بانشاء دولة اسرائيل، ووفود الفلسطينيين وتحمل اعباء كبيرة، فولدت الحرب وانتهت بالنزاع بين الافرقاء اللبنانيين. المهم ان ننقل هذه التجربة للاجيال القادمة، وان نؤمن بهذه العبرة بأن الحرب لا تنتج غالبا ومغلوبا، فالمغلوب سيتمرد وستتولد الحرب من جديد"، مؤكدا أنه "لا يجب ان ننسى الحرب، على امل ان يفتح هذا العهد بابا جديدا في تاريخ لبنان الحديث".

في المحور الثاني بعنوان "لبنان مع العهد الجديد: رؤية ومشاريع حالية ومستقبلية"، اشارت الى أن "نجاح العهد يتحقق أولا بالازدهار الامني، وهو حجر الاساس، من هنا كانت اولى التعيينات في عهد الرئيس عون هي التعيينات الامنية، وبهذه المناسبة اود التنويه بالانتصار الذي حققه الجيش بمعركته الاخيرة مع الارهاب، والتي كانت من اصعب الحروب، وقد تلقى الرئيس عون تهاني عديدة على هذا الانتصار، وهذا ما سيحفز المجتمع الدولي من خلال ​مؤتمر روما​ على دعم ​الجيش اللبناني​ وتسليحه وتحديثه".

وأضافت: "نجاح العهد يتحقق ثانيا بالازدهار ال​اقتصاد​ي، نتيجة الازدهار السياسي والذي تحقق بفعل انجاز ​قانون الانتخاب​ الجديد الذي هو حجر الاساس بأي نظام سياسي"، ومؤكدة أن "نجاح العهد يتحقق ثالثا بالاستقرار القضائي، فكانت ​التعيينات القضائية​ الشاملة وهي فرصة لخلق ديناميكية جديدة في ​القضاء​، وليس لأنه لم يكن هناك من قضاء نزيه"، ومشيرة الى أن "هناك الاستقرار الاقتصادي عبر تأمين المناخ الملائم للمستثمرين من اجل الاستثمار وتأمين فرص العمل لشباننا وشاباتنا، من هذا المنطلق كان اهتمامي منذ بداية العهد بالتخطيط لاقتصاد منتج ومساعدة المستثمرين، وخاصة اللبنانيون منهم الذين يتأملون خيرا بهذا العهد"، مشددة على انه "في اي بلد آخر هناك هيئات تساعد المستثمرين وتوجههم حسب قدرات ذلك البلد، من هنا كانت مبادرة الرئيس عون وبمشاركة من رئيسي مجلس النواب والحكومة والفرقاء السياسيين، فتم التوافق على التوقيع مع شركة استشارات لتواكب الحكومة اللبنانية بوضع تخطيط للاقتصاد لتنمية القطاعات الانتاجية، ونأمل أن تستطيع هذه الشركة وضع الخطوط العريضة لخطة اقتصادية خلال الاشهر الستة المقبلة".

ونوهت بدور مؤسسة ايدال "في التخطيط الاقتصادي رغم امكانياتها المحدودة"، مشيرة الى "تهنئة وصلتنا من البنك الدولي ومن الجهات الرقابية على نمط العمل في لبنان، ما يدل على تغيير جدي وجديد في البلد".

اما المحور الثالث فتناول محاربة ​الفقر​، ورأت عون الهاشم ان "محاربة الفقر تكون بالازدهار، لان الازدهار يعني الانتعاش، فكل هذا التخطيط الذي باشرنا به يهدف لمحاربة الفقر وبالنسبة الى المواطنين الذين لا يستطيعون العمل، فمسؤولية المؤسسات الاجتماعية والخيرية المدعومة من الحكومة ان تهتم بهم، اما الذين يستطيعون العمل فواجباتنا ان نؤمن لهم الوظائف من خلال فرص العمل المرتبطة بالمستثمرين والمرتبطة بدورها بالاستقرار على كل الاصعدة".

وللمرشحين الى الانتخابات النيابية، اكدت أن "مسؤوليتكم كبيرة، وعليكم أن تتنافسوا على البرامج الانتخابية التي تحاكي هموم المواطن وأن تزنوا مواقفكم التي تؤثر سلبا او ايجابا على المغترب والمستثمر في آن، وتضرب الموسم السياحي".

وفي محور ​النزوح​ السوري، اشارت الى ان "لبنان يتحمل عبئا كبيرا جراء هذه الازمة، وللاسف الطبقة السياسية عند اندلاع الازمة لم تحسن التصرف مع هذا الملف. وسنعمل على طلب المساعدات والهبات في مؤتمر بروكسل الذي سيعقد في الاشهر المقبلة من اجل ادارة هذه الازمة"، لافتة الى ان "رئيس الجمهورية ميشال عون قد تطرق الى موضوع النزوح في الامم المتحدة واكد اننا لا نستطيع ان ننتظر الحل السياسي في سوريا من اجل عودة النازحين ولكن اؤكد لكم ان هذا الموضوع يتم معالجته بشقيه السياسي والانساني".

اما في موضوع النفط فرأت ان "لملف النفط انعكاسات ايجابية وان كان مردوده يوضع في خانة المتوسط المدى او بالاحرى البعيد المدى، واما الشركات الثلاث التي وقعت عقود استخراج النفط فهي تؤمن لنا الغطاء الدولي بالرغم من التهديدات الاسرائيلية حول البلوك 9، وترسيم الحدود والجدار الحدودي. اما زيارات المسؤولين الاميركيين فهي تحمل اشارات ايجابية بأن هناك قرارا دوليا لحماية الاستقرار في لبنان".

وحول اعادة اعمار سوريا، اشارت الى ان "لبنان يستطيع حسب رغبته أن يحدد موقعه بالنسبة الى هذا الموضوع، فنستطيع ان نكون المنصة المالية والصناعية والغذائية والمكان الافضل لاستقطاب عائلات العمال من حيث المسكن والمدارس وكل متطلبات الحياة لهؤلاء، ونستطيع ان نكون لا شيء ان استمرينا بالتلهي بالامور السطحية".

وانا كنت قد اضأت لرئيس الجمهورية ميشال عون على موضوع التعيينات في منطقة البقاع، من محافظين او قائمقامين او قضاة لانهم وجه الدولة، وذلك تحضيرا لارضية المنطقة، لانها على تماس مع سوريا وباستطاعتها استقطاب شركات قد تنشئ مراكز لها في البقاع عوضا عن بيروت او جبل لبنان".

وفي محور الكهرباء، شددت على انه "لا شك ان موضوع الكهرباء شائك وصعب، وهو مطروح حاليا كشراكة بين القطاعين العام والخاص باتباع نجاح شركة كهرباء زحلة".