رعى رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ ممثلا بالمرشح عن منطقة ​البترون​ الدكتور ​فادي سعد​ العشاء السنوي لمركز كفرعبيدا الذي أقيم في مطعم "ديلمار"، وأشار سعد في كلمة الى "انني لن اتناول مسألة ​الفساد​، ولا المحاصصات، ولا الصفقات، ولا المحسوبيات، ولا ​السرقات​، ولا ​النفايات​، ولا الكهرباء، ولا ​البنى التحتية​، اليوم أريد أن أتناول فقط موضوع ​الانتخابات​ لأنها مسؤولية تلقيها الديمقراطية على الناخبين، أي أنه إذا لم نعرف كيف ننتخب ولمن نصوت سننتج دولة لا تشبهنا ولا نريدها ولا نتقبلها لأنها لا تحقق لنا طموحاتنا. فإذا انتخبنا على اساس علاقات قديمة وتاريخية مع هذا الشخص أو ذاك أو لأننا تعودنا أن ننتخب لصالح شخص معين أو فريق أو حزب، أو لأن أهلنا أو أجدادنا كانوا ينتخبونه، فعلينا أن نعرف أننا سننتج الطبقة السياسية نفسها، وبذلك سنساهم في استمرار الوضع المأساوي نفسه. وإذا صوتنا لمرشح قدم لنا خدمة شخصية، وحجبنا صوتنا عن مرشح آخر لأنه لم يتمكن من تقديم هذه الخدمة لنا، علينا أن ندرك أننا ننتج نظام محسوبيات ومحاصصات، سينعكس سلبا علينا وعلى أولادنا وعلى مجتمعنا".

اضاف: "الخدمة واجب وحق وليست منة، وعليكم أن تصدقوا أن ما من أحد يخدمكم من جيبه. وإذا أنتخبت "نكاية" بجاري، فهذا يعني أنني اصوت لرجل سياسي هدفه "النكايات". مؤكدا أن "الإنتخابات ميزان، وبقدر ما يكون هناك وعي انتخابي، بقدر ما نساهم في إنتاج دولة واعية، وحكام محترفين، ونواب همهم المواطن ومشاكله وليس تكديس الثروات على حساب المواطن وتعبه وصحته. كل هذا يعني أن صناديق الاقتراع هي التي تحدد شكل الدولة، وهي التي تحدد مقدار وعي الناخبين. وفي هذا المجال أقول ما يمكن قوله أن منطقة البترون هي خزان هذا الوعي، والدليل نسبة المنتسبين إلى الأحزاب فيها، ونسبة القياديين في الأحزاب من أبناء منطقة البترون. من هنا علينا أن نجسد هذا الوعي السياسي بأصوات واعية في صناديق الإقتراع، لكي تنتج طبقة سياسية واعية تخلصنا من هذا الفشل المستشري على مدى عشرات السنين".

وتوجه الى الناخب البتروني بالقول: "أما أن تعتبر نفسك غير معني بالانتخابات فلا تشارك في العملية الانتخابية، فهذا يعني أنت مستقيل من واجبك، ويعني إنك تتخلى عن حقك بالمحاسبة، لأن أصوات الصناديق هي التي تحدد عدد المحاسبين، ومسؤولية النائب. كذلك إذا قررت أن تقترع بورقة بيضاء، فهذا يعني إنك يائس، ولم تتمكن من إيجاد طريقة تجبر المرشح على التعبير عن تطلعاتك. فأصوات الصناديق تحدد عدد القادرين على أن يكونوا حركة تغيير حقيقية. لا يمكنك أن تبقى بعيدا أو حياديا أو بالعبارة الواضحة "على جنب" وفي الوقت نفسه تحلم بان يصبح لنا دولة نزيهة. فإذا كنت تريد دولة نزيهة عليك أن تصوت لها ومن أجل الوصول اليها، لأن أصوات الصناديق هي التي تحدد عدد المواطنين الذين يريدون هذه الدولة".

ورأى انه "لا تستطيع أن تتذمر من هذه الدولة، لأنها لا تشبهك ولأنها ليست الدولة التي تحلم بها، وتبقى خارج اللعبة الديموقراطية، بل عليك أن تتوجه الى صناديق الاقتراع وتصوت للمرشح الذي يشبهك وللمشروع الذي تريده وللدولة التي تحلم بها".