اعتبر النائب في كتلة "التنمية والتحرير" ​ياسين جابر​ ان اجتماع رؤساء الجمهورية العماد ​ميشال عون​ و​المجلس النيابي​ نبيه برّي والحكومة ​سعد الحريري​ يوم أمس في بعبدا وما تلاه من اجتماع ثنائي بين بري والحريري، هو ترجمة لمقررات الاجتماع الذي عقد في قصر بعبدا يوم الثلاثاء الماضي بعيد اتصال عون ببري، لافتا الى ان ما حصل هو "اعلان صريح حول تصفية الأجواء والتفاهم على شبك الأيدي للتعاون في مواجهة التحديات المحدقة في البلاد، وأبرزها تلك المتعلّقة بالتهديدات الاسرائيلية والاعتداء على سيادة وحقوق ​لبنان​ بالبر والبحر والجو على حد سواء".

وشدد جابر في حديث لـ"النشرة" على أن "المرحلة تقتضي أكثر من أي وقت مضى التعاون بين الـ3 والتأكيد على شعار "قوتنا بوحدتنا" والعمل على تفادي الخلافات واعطاء الأولوية المطلقة لمصلحة لبنان وتسيير أمور البلاد والعباد".

تجاوز أزمة المرسوم

وتطرق جابر لعلاقة بري–الحريري، فأكّد على ان "لا عداوة أو خلاف بينهما، وكل ما في الأمر ان رئيس المجلس كان عاتبا على رئيس الحكومة جرّاء توقيعه مرسوم الأقدمية ما أدّى لتوريط البلاد في الأزمة الأخيرة"، مشيرا الى انّه قد تم تجاوز هذا الموضوع خاصة ان هناك اولويات أخرى يُفترض الالتفات اليها.

وعن امكانية تحالف "أمل"–"المستقبل" في الانتخابات، قال جابر: "لا يمكن الحسم بحصول تعاون انتخابي او عدمه، باعتبار ان في السياسة كل شيء وارد، فلا عداوات دائمة ولا أحباء دائمين والمصالح هي التي تسيّر الفرقاء، لكن ما نجزم به هو العلاقة المميزة التي لطالما جمعت بري والحريري من منطلق ان الاول تعاطى مع الثاني كابنه نظرا لأن والده الراحل كان صديقا عزيزا لرئيس المجلس".

وردا على سؤال، اشار ياسين الى انّه تم فتح صفحة جديدة بعلاقة عون–بري، رافضا وصف ما حصل بـ"ربط النزاع" بينهما، لافتا الى ان الرئيس عون يتخذ اجراءات لمنع تكرار ما حصل في المرحلة الماضية ومن ضمنها تقديم استقالة مستشاره الاعلامي ​جان عزيز​ على خلفية مقدمة الـOTV. ورجّح ياسين ان تتحول لقاءات عون–بري الى لقاءات دورية لبحث المستجدات كما كان يحصل في سنوات ماضية.

رسائل الميدان السوري

وتناول ياسين الحراك الأميركي الاخير في لبنان، لافتا الى ان زيارات المسؤولين الاميركيين "لا تحمل نفس الخلفيات والمضمون، فزيارة مساعد وزير الخزانة الاميركية ​مارشال بيلينغسلي​ تندرج باطارها الطبيعي حيث انّه استلم مهامه حديثا وأتى لتفقد الملفّات المفتوحة بين لبنان والولايات المتحدة الاميركية وأبرزها ملف العقوبات، لكن المطمئن أنّه لم يحمل اي جديد بهذا الخصوص، وهو أثنى على التزام ​المصارف اللبنانية​، كما أكد انّها لا تستهدف لا اللبنانيين ولا ​الشيعة​ ككل".

واعتبر جابر أنّ من الجيد أن يكون لبنان على الرادار الدولي، وهذا ما بدا جليا في زيارة مساعد وزير الخارجية دايفيد ساترفيلد، مشيرا الى ان رئيس ​مجلس النواب​ كان واضحا بقوله انّه لم يلمس أي سلبيات بعد لقائه به. وقال: "يبدو أن الأميركيين يشددون بعد التطورات الاخيرة على استقرار لبنان وعلى استقرار الحدود الجنوبية، في ظل الحديث عن وساطة يقومون بها لحلّ موضوع الادعاءات الاسرائيليّة بخصوص البلوك رقم 9".

ورأى جابر ان الميدان السوري يشهد مؤخرا توجيه رسائل شتى وبالاتجاهات كافة، لافتا الى ان "اسقاط الـF16 الاسرائيلية رسالة واضحة لاسرائيل بأن أي عدوان مقبل لن يكون نزهة بالنسبة لها، وما كان يصح في السبعينيات والثمانينيات لم يعد يصح اليوم".