وسط اجراءات امنية استثنائية تشمل المطار والمقارات الثلاث لكل من رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ورئيسي مجلس النواب ​نبيه بري​ والحكومة ​سعد الحريري​ . يزور وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسن ​بيروت​ غدا الخميس لبضع ساعات ضمن الجولة التي تشمل اضافة الى ​لبنان​ مصر ،​الكويت​ ، قطر،الا ردن، ​اسرائيل​ و​تركيا​ .

ترتدي زيارة تيلرسن اهمية خاصة لانها الاولى له كمسؤول سياسي من ادارة الرئيس ​دونالد ترامب​ يقوم بها الى لبنان . مدتها لاتتجاوز الساعات الثمانية لكنها ستكون مليئة بالمواضيع والملفات التي سيناقشها غي بعبدا و​عين التينة​ والوسط التجاري .

وافادت مصادر ديبلوماسية لبنانية انها لم تتبلغ رسميا المواضيع التي سيتطرق اليها تيلرسن لكن معلومات غير رسمية توقعت ان تنقسم المحادثات الى قسمين : الاول التبليغ عن موقف بلاده من قضايا المنطقة حيث سيتناول موضوع القدس وموقف الرئيس دونالد ترامب النهائي من انها عاصمة اسرائيل . كما ان سيد البيت الابيض هو مع حل عادل للقضية الفلسطينية. وسيتوسع تيلرسن مع محدثيه حول الازمة السورية وما أنتجته من تداعيات سلبية على ​سوريا​ وعلى دول الجوار وفي طليعتها لبنان وان ​واشنطن​ تشدد على اعادة ملايين النازحين الى ديارهم شرط ان تكون في مناطق آمنة . وسيتناول ايضا المفاوضات الجارية في جنيف وما تحقق حتى الان .

وسيركّز وزير الخارجية الاميركي على موضوع الارهاب حيث يرى ان القضاء على المواقع الاساسية لداعش في كل من سوريا و​العراق​ لا يعني انه قضي على هذا التنظيم بشكل نهائي بل يدعو الى التنبه واليقظة للخلايا النائمة التي تتحضر لعمليات ارهابية يجب القضاء عليها في مهدها في عمليات استباقية قبل تنفيذها اذا أمكن. وهنا سيثني المسؤول الاميركي على الاداء الرفيع المستوى لاجهزة مكافحة الارهاب اللبنانية .

وتابعت المصادر عينها تقول ان القسم الثاني من المحادثات مع تيللرسن التي سيثيرها الجانب اللبناني بلغة موحدة تتناول رفض لبنان جعل القدس عاصمة اسرائيل . ضرورة حل القضية الفلسطينية وفقا لقرارات ​مجلس الامن​ واعتبار القدس عاصمة للدولتين الفلسطينية والاسرائيلية . وسيتطرق الرؤساء الثلاث الى الاطماع الاسرائيليةفي البلوك 9 الذي يقع في المساحة التي تخص لبنان من المنطقة الاقتصادية الخالصة وسيشكرون المساعي التي يقوم بها الموفد الخاص السفير ديفيد ساترفيللد بين بيروت و​تل ابيب​ ويرفض لبنان اصرار اسرائيل على اقتسام ثروة هذا الحقل بنسبة الثلث وباقي الثلثين للبنان وسيشدد ون على ان مخزون البلوك 9 هو بكامله للبنان ومتمسك به ومع حل سلمي له واذا لم تتجاوب اسرائيل تقي على خرقها ل ال860 كيلومترا منه فليس من المستبعد استعمال القوة .

اما الملف الساخن الثاني فهو قرار اسرائيل بتشييد جدار إسمنتي في 13 نقطة تحفظ عليها لبنان و​الامم المتحدة​ لدى رسم خط الانسحاب المؤقت المعروف بالخط الازرق في العام 2000 وسيشدد الرؤساء الثلاثة على اهمية الدور الاميركي في اقناع اسرائيل في عدم ​البناء​ على اي من النقاط المتحفظ عليها لان ذلك سيكون بمثابة خرق للقرار 1701 وسيتم وقف اي تجاوز بالنار .

سيطلب المسؤولون مشاركة اميركية فاعلة في ​مؤتمر روما​ الثاني لتسليح ​الجيش​ الذي سيعقد في 15 آذار المقبل وكذلك في مؤتمر ​بروكسل​ للنازحين وفي مؤتمر ​باريس​ لعرض الخطة الإنتاجية بقيمة تراوح الستة عشر مليار ​دولار​ .

اما في التعاون العسكري بين البلدين فهو على ما يرام ،لان كبار ضباط القيادة الوسطى ورئيس الأركان او نائبه يزورون ​اليرزة​ بشكل منتظم ويجتمعون الى قائد الجيش العماد جوزيف عون للاطلاع على تسليح الجيش والتدريبات التي يتلقاها عناصره على يد مدربين اميركيين . والجدير ذكره ان القيادة العسكرية الاميركية تقيم عاليا اداء الجيش اللبناني وشجاعة ضباطه وأفراده والتميّز لاجهزة مكافحة الارهاب الذي ظهر في معر كة فجر الجرود ولي تفكيك شبكات وخلايا ارهابية قبل تفجير عملياتها التي تستهدف التجمعات للمدنيين ولألحاق الاذى والضر ر المادي الكبير .