لفت رئيس حزب "القوات ال​لبنان​ية" ​سمير جعجع​، إلى أنّ "الظروف شاءت أن أتعرّف شخصيّاً على رئيس الحكومة الراحل ​رفيق الحريري​ قبل المرحلة الّتي أصبح فيها معروفاً من قبل الناس، لذا لديّ ذكريات شخصيّة معه بالمعنى الفعلي للكلمة في مرحلة ما قبل وخلال ومباشرة بعد إقرار ​إتفاق الطائف​"، مشيراً إلى أنّ "في السجن كانوا يمنعون وصول أي معلومة ليّ ولكن من الحركة العامّة كنت أشعر أنّه كان هناك أمراً ما قد حصل في البلاد"، موضحاً أنّ "يوم اغتيال الحريري شعرت أنّ هناك أمراً كبيراً قد حصل، فالمرحلة ما قبل اغتياله كانت مضطربة سياسيّاً وبالتالي كان الجميع بانتظار حصول أمر ما".

وبيّن جعجع، في مداخلة تلفزيونية، أنّ "للوهلة الأولى اعتقدت أنّهم اغتالوا رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب ​وليد جنبلاط​ لأنّ الحريري عاد وقبل معهم بالتجديد لرئيس الجمهورية آنذاك ​إميل لحود​، فيما من تابع في المعارضة وبشكل مباشر وجهاً لوجه كان جنبلاط، ولم أعرف أنّ المستهدف بالإغتيال كان الحريري إلّا بعد زيارة والداي".

وركّز على أنّ "جميع الإغتيالات مرفوضة وبغيضة إلّا أن ردّة فعلي كانت أكبر بكثير عندما علمت أنّ المستهدف كان الحريري، وذلك لسبب بسيط وهو أنّه لم يكن يوماً "حدّاً أو فاجراً" وجميع المواصفات الّتي يتمتّع بها تأتي بعكس ما يمكن أن يكون لشخص مستهدف بالإغتيال"، منوّهاً إلى "أنّني أذكر أمراً بسيطاً عن العلاقة مع الحريري إلّا أنّ هذا الأمر على بساطته فقد فتح لي آفاقاً أوسع في حينه"، مشيراً إلى أنّ "أوّل لقاء لي معه كان في ​سويسرا​ عام 1987 وخلاله سألني عمّا هي أهداف عملي السياسي؟ ولأي أهداف نحن نقاتل في "القوات اللبنانية"؟ فأجبته أنّنا نقاتل من أجل لبنان والأسباب الأخرى الّتي يعلمها الجميع".

وأكّد جعجع أنّه "عندما انتهيت قال لي: "لا إعتراض لي على أي من هذه الأهداف إلّا أنّه لدي سؤال واحد: هل ستحقّق كلّ هذه الأهداف بنفسك وحيداً؟" عندها أيقنت أنّنا في بلد بحاجة دائماً إلى تفاهمات من أجل تحقيق الأهداف الّتي نريدها"، مشدّداً على أنّه "يمكن أن يكون لدينا أشرف الأهداف إلّا أنّها تبقى من دون معنى إن لم نحقّقها، وإن بقي الإنسان يعمل وحيداً فهو لن يصل إلى أي مكان"، لافتاً إل "أنّني لقد اتفقت والحريري على التواصل الدائم في ما بيننا وأصبح لدينا خط مباشر غير مكشوف كنّا نتواصل عبره للتداول في الأمور كافّة. وكنت في تداول مستمرّ معه في مرحلة الطائف وصولاً إلى إقراره، حيث عاد الحريري للإستقرار في بيروت وأصبحت أزوره من وقت إلى آخر".

وأشار إلى أنّ "المرّة الأخيرة الّتي التقيت فيها مع الحريري كانت في العام 1994 قبيل اعتقالي بشهرين، فقد دعاني مع النائب ​ستريدا جعجع​ لتناول العشاء الّذي ضمّ إلى الحريري زوجته ​نازك الحريري​، حيث تكلّمنا بكلّ الأمور المتداولة في حينه"، مبيّناً أنّ "بعد هذا العشاء زرته مرّة أو مرتين في قريطم في مناسبات مختلفة إلّا أنّ هذا العشاء كان اللقاء الأطول، فيما الزيارتين اللاحقتين فقد اقتصرتا على مناقشة مواضيع معيّنة تستوجب البحث أم إيجاد حلٍ لها".

وشدّد جعجع، على أنّ "بعد 13 عاماً على اغتيا الحريري، لا يزال ميزان القوى الفعلي على المستوى الشعبي كما كان منذ اللحظة الأولى، خلافاً لما يظّنه البعض، إلّا أنّ الفرق الوحيد هو أنّ هناك بعض الساسة تعبوا من المواجهة، إلّا أنّ الثوابت باقية كما هي".