رأى ​الشيخ أحمد قبلان​ خلال خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين، أنه "لا شك أننا في خضم الأزمات الإقليمية والدولية المعقدة والمفتوحة، وما عكسته الأوضاع المحيطة بنا من تجاذبات سياسية واختلافات رؤيوية على ساحتنا الداخلية أدّت إلى ما نحن فيه من واقع مضطرب لا نحسد عليه إذا ما استمرت ذهنية الصراع على السلطة هي المتحكمة بمسار بناء الدولة وخياراتنا الوطنية في إدارة الشأن العام"، مشيرا الى أن "ما نشهده من أوضاع صعبة وضاغطة وضعت اللبنانيين جميعاً أمام التحدي الكبير، وجعلتهم في حالة من الخوف والقلق على الحاضر والمستقبل، لاسيما في هذا الظرف حيث الاستحقاق الانتخابي بات المهيمن والمستحوذ على اهتمامات أهل السلطة وشغلهم الشاغل، بدل أن يكونوا في خدمة الشأن العام، ومتوجهين جميعاً إلى معالجة ما يجب معالجته من أمور لا تتحمل المزيد من الإهمال والتأخير وبالخصوص كل ما له علاقة بحياة الناس وعيشهم المأمون".

ونبّه قبلان أن "​الانتخابات​ مهمة وأساسية ولكن الأهم ألا تهمّش أمور الناس بأي عنوان من العناوين، وأي جهد لا يأخذ في الاعتبار قضايا الناس هو ساقط ولا معنى له. ويبقى السؤال برسم القادة السياسيين أين أصبحت الوعود بدولة المصلحة العامة والكفاءات؟ ومتى يتحقق الحلم بالانتقال من دولة الطائفية إلى دولة المواطنة؟ ومن دولة شرعية النفوذ إلى دولة نفوذ الشرعية؟ فمتى يا أهل السلطة يصبح لبنان دولة بكل ما تعنيه الكلمة، فيها ​الكهرباء​ و​المياه​، فيها الطرقات، فيها مستشفيات تستقبل الفقير قبل الغني، فيها مدارس مجانية للجميع! متى يصبح ضمان الشيخوخة نافذاً؟ ومتى يصبح لبنان دولة نظيفة من ​النفايات​ وشعبه غير معرض أو مهدد بالموت جراء ​انهيار منزل​ هنا أو احتراق مصنع هناك"، معربا عن أسفه لـ"هذا الواقع الذي نعيشه، وهذا ما يخيفنا إذا ما استمر اللبنانيون منبطحين أمام إرادة الظلم والتسلط، وستكون الكارثة إذا لم نخرج نحن المواطنين من قمقم الخنوع لفرض التغيير وصنع الإصلاح ومحاسبة من ينبغي محاسبته، كي نعيد لهذا البلد بنيته الوطنية، فيكون قادراً على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، لاسيما التحدي الصهيوني الذي يشكّل الخطر الأدهى على وحدتنا وعلى ثرواتنا في البر والبحر".

وعن ما قاله وزير ​خارجية أميركا​، رد المفتي قبلان عليه بالقول: "​الإرهاب​ هو اعتداء على الأرض والعرض والوطن، وحرق ​العراق​ و​سوريا​ و​ليبيا​ و​أفغانستان​ و​اليمن​ واحتلال قسم هائل من مناطق العالم كما تفعله ​واشنطن​، وليس مَن حرر الأرض وحمى العرض واستعاد الدولة وكسر عدوان واشنطن الإسرائيلي على لبنان. وعليه: إذا كان إرهاب في العالم فهو واشنطن، وإذا هناك وطنية في لبنان والمنطقة فهي المقاومة وحلفاؤها".