اشار ​السيد علي فضل الله​ الى انه "في ​لبنان​ بات الحديث هو حديث ​الانتخابات​ في المهرجانات الشعبية والخطابات السياسية أو في المواقف. وهذا من الطّبيعي أن يحصل مع اقتراب موعد الانتخابات، في ظلّ التنافس الذي تشهده الساحة السياسية، ولكن ما لا ينبغي أن يحصل، هو السعي لكسب مزيد من الأصوات، باستخدام الخطاب الطائفي والمذهبي في إطار هذا التنافس، بحيث تستفز فيه الغرائز الطائفية والمذهبية التي تترك بالطبع انعكاساً على السّاحة، وتعيدها إلى أجواء التوتر الداخلية التي لم يخرج البلد بعد من تداعياتها.

ومن هنا، فإننا نريد أن لا يكون هذا الخطاب هو سمة الخطاب السياسي الانتخابي، وأن يستبدل به خطاب البرامج التي تقدم حلولاً عملية لكيفية إخراج البلد من أزماته المعيشية والاقتصادية والسياسية، وكيفية النهوض به، ليكون الكسب بعد ذلك للبرنامج الأفضل، وعدم الاكتفاء بالعناوين الفضفاضة"، مشيرا الى اننا "نريد من القيادات السياسيَّة أن ترتقي بخطابها إلى الخطاب العقلاني الهادئ الذي يأخذ بعين الاعتبار مصلحة جميع اللبنانيين بكل تنوعاتهم الطائفية والمذهبية، فالخطاب الفئويّ والعصبويّ لن يقابل إلا بخطاب عصبويّ وفئويّ مضادّ، ما يؤثر في الأجواء، ويهزّ الاستقرار، وهذا ليس من مصلحة البلد في ظلّ الظّروف الحسّاسة والصّعبة".

وراى انه "من حقّ الشّعب اللبنانيّ أن يلتحق بركب الشعوب الأخرى التي تعتبر الاستحقاق الانتخابي فرصة للمحاسبة على نهج سابق جرّبته، والانطلاق إلى مرحلة جديدة أفضل، حتى لا يكون مصيره في السنوات القادمة على صورة الواقع المؤلم الذي عاشه في السّنوات السّابقة"، مضيفا:"على وقع هذا الاستحقاق، يواجه اللبنانيون استحقاقاً آخر، هو تحدي العدوّ الصهيوني الذي يسعى في هذه المرحلة، وعلى وقع تهديداته وتهويلاته المستمرة على اللبنانيين، مستفيداً من حركة دبلوماسية غربية، إلى الاستيلاء على ثروة لبنان النفطية و​الغازية​ الممثلة بالبلوك (9)، وكذلك الاستيلاء على أرض لبنانية، من خلال بناء الجدار الإسمنتي، عندما لا يأخذ بعين الاعتبار النقاط المتنازع عليها"، معتبرا اننا "أمام هذا الاستحقاق، على ثقة بأنَّ اللبنانيين الذين لم يرضخوا لتهديدات العدو الصهيونيّ، ولا لتهاويله في السابق، وأثبتوا، دولة وشعباً وجيشاً ومقاومة، أنهم قادرون على أن يمنعوه من تحقيق أهدافه في لبنان، سيثبتون ذلك مجدداً، ويرغمون العدوّ على التراجع عن مخطّطاته، ولن يدخلوا في المساومة التي أتت بها الدبلوماسيّة القاضية بتقاسم البلوك (9)، على أن يقابل بتنازل صهيونيّ عن بناء جدار على الحدود المتنازع لها، وهي في الأساس ليست من حقّه وولكن يبقى على اللبنانيين أن يتابعوا الموقف الموحّد الّذي اتخذوه على المستوى الرسميّ والشعبيّ، وأن لا يستدرجوا إلى تنازلات، بحجَّة أن نتنازل عن القليل لنستفيد من الكثير.. لأن فتح أي باب من التنازلات، سيؤدي إلى فتح المسار لتنازلات أخرى".

وشدد فضل الله على رفضنا للمنطق الَّذي أثاره رئيس الدبلوماسية الأميركية، الّذي يؤدي إلى تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، بإثارته خطر المقاومة على مستقبل لبنان، في الوقت الذي يعرف هو وغيره، أن الخطر الكبير على لبنان لم يأت من المقاومة، وإنما يأتي من الكيان الصهيوني، الذي انطلقت المقاومة كرد فعل لاحتلاله وأطماعه.. فإذا كان حريصاً على ​الشعب اللبناني​ ومستقبله، فليكن حريصاً على منع هذا العدو من استهداف لبنان من البر والبحر والجو، وفي أرضه وثرواته، والضغط عليه للخروج من ​مزارع شبعا​ و​كفرشوبا​.