علمت "الأخبار" ان حاكم ​مصرف لبنان​ ​رياض سلامة​ "وبّخ" المصارف خلال اللقاء الشهري الذي عقد يوم الخميس الماضي على افتعالها مشكلة في السوق. فالمصارف عندما أوقفت ​القروض السكنية​ تركت عدداً كبيراً من الأسر عالقين بين تسديد الدفعة الأولى لمالك الشقة، وبين عدم موافقة المصرف على القرض.

وبحسب المعلومات، فإن سلامة استغرب عدم تنفيذ المصارف التزاماتها مع طالبي القروض، ولا سيما أن بعض طلبات القروض وصلت إلى مراحل متقدمة من الإجراءات المتبعة. قصدُ سلامة أنه أمام كل هذا الدعم الذي يقدّمه مصرف لبنان للمصارف، والأرباح التي قدمها لها على طبق من ذهب، وصل طمع المصارف إلى مرحلة أنها ليست مستعدة للتضحية لإنهاء هذه المشكلة، بل تريد افتعال مشكلة لجني بضعة مليارات من الليرات على حساب المال العام.

ويردّد المعنيون في مصرف لبنان أن غياب ​الحكومة​ عن وضع ​سياسة​ إسكان هو أصل مشكلة القروض السكنية المدعومة، إذ لم يكن أمام مصرف لبنان سوى الحلول بدلاً من الحكومة في هذه العملية انطلاقاً من خلفيات نقدية. لذا، إن انسحابه اليوم من مشروع تمويل القروض المدعومة، يتعلق بهذه الخلفيات حصراً، وبأنه لا يريد تحمل مسؤولية الانفلات في السوق، في وقت لا تريد فيه الحكومة تحمّل أي مسؤولية.