ليس سهلا ان تضغط الولايات المتحدة على اسرائيل لمنعها من القيام بخرق القرار 1701 جوا وبرا وبحرا كما طلب رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ من وزير الخارجية الاميركي ريكس تيللرسن لدى استقباله له في القصر الجمهوري قبل ظهر الخميس الماضي . وعزا مصدر ديبلوماسي مواكب لهذا الملف ان عدم إلامكانية

الاميركية تعود الى أن تل ابيب هي حليفتها الاستراتيجية ويهمها أمنها وسلامتها وذريعة الجيش الاسرائيلي ان ما يقوم به من خروق للقرار الدولي يهدف الى تعقب ​حزب الله​ لجهة تحركاته ونقل الاسلحة من ​سوريا​ الى مخازنه في ​لبنان​ ورصد كل ما يشكّل من اعداد خطط او تركيز مواقع لإطلاق الصواريخ ضد شمال اسرائيل وربما الى ابعد من ذلك الى العمق والى النقاط الحيوية الاي لا تستبعد ان يكون سلاح الصواريخ في القيادة العسكرية للحزب يملك الإحداثيات حولها . هذا التبرير يخدم ما تريده ​واشنطن​ التي تعتبر الحزب تنظيما ارهابيا وتداوه الى تحوله من قوة عسكرية الى قوة سياسية . ولفت المصدر ان الهدف الاسرائيلي ضد سلاح الحزب يلتقي مع الهدف الاميركي . ويدٌعم المصدر تفسيره بالرجوع الى البين الذي تلاه تيللرسن في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الرئيس الحرير ي في السراي في محادثاته معه عندما شن ّهجوما قويا على الحزب وكرر وصفه له بانه حزب ارهابي . ونقل المصدر ان ​البيت الابيض

طلب من تيللرسن تغيير موقفه من الحزب الذي كان قد وصفه في عمان بانه جزء من التركيبة السياسية وذلك في حديث متلفز ، فعاد الى ​بيروت​ الى اللغة الاميركية القاسية المستعملة ضد الحزب امام الحريري خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده معه في ختام محادثاته في السراي . ولم يتوقع المصدر ان يتمكن تيللرسن من اقناع تل ابيب بالطلب اللبناني الذي اجمع عليه كل من رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة ووزير الخارجية والمغتربين بان الحزب هو مكّون سياسي في التركيبة السياسية له نوابه ووزراؤه في الحكومة . وافاد المصدر ان الوضع سيبقى على ماهو عليه حتى إشعار اخر بسبب الترسانة الصاروخيةللحزب و التي تحسب القيادة العسكرية الاسرائيلية لها الف حساب لانها تشكل "توازن رعب حقيقي لها " وخطرا حقيقيا بإرسال الالاف الصواريخ الايرانية الى العمق الاسرائيلي وان استئناف المعارك في حال حصولها لن تنحصر فقط في المنطقة الشمالية ولا في المنطقة الجنوبية من الحدود مع اسرائيل .

اما بالنسبة للنزاع بين لبنان واسرائيل حول البلوك 9 فتم الاتفاق مع تيللرسن على تزخيم مهمة نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي للشرق الأدنى بالوكالة المكلف بمهمة الوساطة بين بيروت وتل ابيب

السفير ديفيد ساترفيللد الذي جال يوم الجمعة الماضي ترافقه السفيرة الاميركية لدى لبنان إليزابيت ريشارد على كل من بري والحريري وباسيل استمع الى الى الأفكار اللبنانية البديلة عن مشروع هوفمان الموفد الاميركي السابق والتي طرحها الجانب الاميركي في اجتماع القصر الذي ترأسه رئيس الجمهورية وضم تيللرسون وباسيل والمدير العام للامن العام والمبعوث الاميركي الجديد . و شرح الأخيران الوضع التقني للحقل النفطي المتنازع عليه وتريد اسرائيل الحصول على ثلث مخزونه ويرفض لبنان هذا المطلب الذي سجع عليه تيللرسن مقابل عدم بناء الجدار الإسمنتي في النقاط ال13 المتنازع عليها .وتكتم المسؤولون على طبيعة المقترحات حرصا منهم على محاولة وعدم طرحها في وسائل.

وذكر مصدر في قصر بسترس ان باسيل ركزّ مع تيللرسون على خط اقتصادي .واكد ان تيللرسن شدّدعلى اهمية التفاوض ليستفيد لبنان واسرائيل من الثروة الموجودة في المنطقة الاقتصادية الخالصة في المتوسط من غاز ونفط والمياه العذبة للشرب . والمسؤول الاميركي يعلم قيمة هذه الثروة لانه كان المدير العام رئيس مجلس ادارة شركة إكسون موبيل الاميركية المهمة .

وأوضح المصدر اذا تصلبت اسرائيل في طمعها بالبلوك9 واذا لجأت الى استخراج الغاز مصحوبا بالتهديد بالقوة فان الخيار العسكري سيفرض على لبنان وهذا ما تقرر في الاجتماع الاخير للمجلس الأعلى للدفاع وكرر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه بوم الجمعه الماضي ان الحزب مستعد اذا ما قرّر المجلس الأعلى للدفاع إيقاف استخراج اسرائيل لاي مادة من مخزون البلوك 9 من المنطقة المتنازع عليها فسيمنع ذلك بالقوة وخلال ساعات .

وكشف المصدر ان الرئيس الحريري وخلال اجتماع ​مجلس الدفاع الأعلى​ الاخير ابلغ القادة الامنيين المشاركين ان اي دبابة إسرائيلية تتقدم لحماية إقامة جدار الإسمنت في اي من النقاط ال 13المتنازع عليها مع اسرائيل اوقفوها بالقوة .

ولفت المصدر ان المسؤولين مرتاحون لما سمعوه من تلليرسن عن موقف بلاده بشأن معالجة ملف النازحين السوريين بإعادتهم الى اماكن آمنة في سوريا لكن المهم ان يتوقف العنف .

اما بالنسبة لما طالب به الرئيس الحريري من تثبيت وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل ان هذا التثبيت ترفضه اسرائيل منذ ما بعد توقف ​حرب تموز​ 2006 .وان الامم المتحدة مستعدة للمباشرة بالاتصالات الرامية الى ذلك لكن تل ابيب متعنة بموقفها وفقا للمعلومات الديبلوماسية المتراكمة منذ سنوات .

اما بالنسبة لاعادة المساعدة المالية لمنظمة الاونرا فرع لبنان فهذا سيكون موضع بحث في البيت الابيض لان القرار مُتَّخِذ من قبل الرئيس ​دونالد ترامب​ .