دعا وزير الدفاع الوطني ​يعقوب الصراف​، خلال مشاركته إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية الغربية، في طاولة نقاش أُقيمت خلال مؤتمر الأمن في ​ميونخ​، عن الصراع العربي-ال​إسرائيل​ي، لـ"النظر إلى مشكلة الشرق الأوسط ككلّ"، مشيراً إلى أنّه "إذا كان السلام العادل والشامل هو الهدف، فما علينا إلّا البدء بايجاد حلول لكلّ النزاعات والقضايا، وأوّلها حلّ القضية المركزية، أي قضية ​فلسطين​"، مشدّداً على أنّ "​القدس​ كانت وستبقى عاصمة لأربعة مليارات نسمة"، مركّزاً على "معاناة ​اللاجئين الفلسطينيين​ المستمرّة منذ سبعين عاماً والوضع الانساني المأسوي الّذي يعيشه هؤلاء".

وحول إذا كانت الحرب بين إسرائيل و​إيران​ و"​حزب الله​" مسألة وقت، وأنّها واقعة لا محال، أوضح الصراف، أنّ "خلال الخمس عشرة سنة الماضية، لم يكن ​لبنان​ هو المعتدي، في حين أنّ إسرائيل كانت تمعن في اعتداءاتها عليه، وما زالت حتّى يومنا هذا تقوم بانتهاكات يوميّة للسيادة اللبنانية، وصلت إلى 157 خرقاً في الشهر الواحد"، مؤكّداً أنّه "ليس لدى لبنان نية للإعتداء على أحد، لكنّه في المقابل جاهز للدفاع عن نفسه ولن يقبل بأي شكل من أشكال أي اعتداء عليه"، معرباً عن "عميق الثقة بقدرة ​الجيش اللبناني​ على حماية أرضه وحدوده، فنحن أقوياء وقادرون على حماية بلدنا ولن نتنازل عن أي نقطة نفط في بحرنا"، مبيّناً أنّ "أي محاولة للمساس ب​الثروة النفطية​ اللبنانية وتجييرها للجانب الاسرائيلي لن تجد طريقها للنجاح".

وردّ على اتهام عضو الكنيست الإسرائيلي ​تسيبي ليفني​ لبنان بأنّه لم يلتزم ​القرار 1701​، وتساءل: "ماذا عن الإنتهاكات الإسرائيلية المتكرّرة للأجواء اللبنانية؟ وماذا عن قصف ​سوريا​ من الاجواء اللبنانية؟ هل يعتبر هذا التزاماً من إسرائيل للقرار 1701؟"، داعياً ​الأمم المتحدة​ إلى "نشر التقارير المرفوعة من لبنان عن الخروق الاسرائيلية الدائمة للسيادة اللبنانية".

وأكّد الصراف أنّ "شعب لبنان يشكّل مثالًا يحتذى للتنوّع والإختلاف، وهو تمكّن رغم كلّ الظروف الّتي أحاطت بوطنه من وضع التباينات والمسائل الخلافية جانباً، وتمكّن بوحدته وترسيخ عيشه المشترك من تحصين وطنه ومنع النيران المحيطة بلبنان من الوصول إليه".

وكان وزير الدفاع قد شارك في أعمال طاولة نقاش ثانية بدعوة من ​الصليب الأحمر الدولي​، حيث حضرت القضايا الإنسانية الّتي تهمّ العالم على طاولة البحث. وتمّ التطرّق إلى الأزمة الإنسانية الّتي يعانيها ​النازحون السوريون​ في بلاد اللجوء ولا سيما لبنان. كما شرح الصراف الإجراءات الّتي تقوم بها ​الحكومة اللبنانية​ في شأن النازحين السوريين، مركّزاً على "أهميّة عودتهم إلى المناطق الآمنة في سوريا، خصوصاً أنّ انعكاسات النزوح السوري أفرزت واقعاً إقتصاديّاً واجتماعيّاً سلبيّاً على اللبنانيين".

وشدّد الصراف، خلال لقائه مع رئيسة "جمعية أطباء بلا حدود" جوان ليو، على هامش مؤتمر الأمن في ميونخ، حيث تمحور اللقاء حول أوضاع النازحين السوريين في لبنان، على "ضرورة التنسيق بين الحكومة اللبنانية والجمعيات غير الحكومية لتصب نتائج اي تعاون في مصلحة النازحين".

بعد ذلك، زار الوزير والوفد المرافق كنيسة st. Ludwgskirche حيث شارك في القداس الالهي الّذي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ في حضور عدد من المؤمنين من ابناء الجالية اللبنانية في ​ألمانيا​.