أكد وزير الدولة لشؤون ​رئاسة الجمهورية​ ​بيار رفول​ أن "المنطقة العربية الغنية بثرواتها وطاقاتها ومواردها تعيش أسوأ مراحلها: حروب واقتتال وإرهاب وتدمير ممنهج للمجتمع والدولة"، مشيراً الى أن "هذا الواقع المؤلم الذي نعيشه منذ سنوات يدفعنا إلى التحرك بجدية للنهوض بمنطقتنا من الدرك الذي وصلت إليه إلى مرحلة متقدمة من الازدهار، ولا سبيل إلى ذلك سوى بالمحافطة على التنوع المجتمعي عبر تعزيز الوحدة الوطنية التي تعتبر العمود الفقري للاستقرار المستدام لحماية ​لبنان​ من أزمات مدفوعة من الخارج، أو التهويل عليه باعتداءات عسكرية لسلب حقوقنا النفطية من مياهنا البحرية. إنّ قوة لبنان تكمن في قوة أبنائه واتحادهم لصون الاستقرار، وهو البلد العربي الوحيد الذي هزم ​الإرهاب​ بقوة جيشه الباسل وشعبه المقاوم، وهزم ​إسرائيل​، فانهارت مقولة "لبنان قوي بضعفه" إلى الفخر بنهج وطني قاده وأرساه فخامة الرئيس العماد ​ميشال عون​، وهو "لبنان القوي"، الذي لا يتنازل لا عن حق ولا عن أرض، لأن كرامتنا أثمن، وجبيننا سيبقى مرفوعاً، كجبالنا العاصية وأرزنا الشامخ".

وفي كلمة له خلال المؤتمر الإقليمي الثامن الذي ينظمه "مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في ​الجيش اللبناني​"، أوضح رفول انه "على المنطقة العربية أنْ تحذو النهج اللبناني بتحصين الوحدة الوطنية داخل كل دولة، ما يجعلها قوية من كل تدخل وتخريب. ذلك أنّ المسّ بالوحدة الوطنية عرّض الاستقرار للخطر، وما يحصل في محيطنا العربي من تهجير ونزوح يضيف علينا مشكلة خطيرة تضرب ​الأمن​ المجتمعي والاقتصادي والأمني، حيث يطالب لبنان بعودة ​النازحين السوريين​ الى ديارهم بشكل آمن وبكرامة كي لا يكونوا عرضة للاستغلال من أية جهة أو منطقة إرهابية، وكي يبنوا وطنهم من جديد. وتبقى التنمية التحدي الحقيقي الذي أطلقه فخامة الرئيس عون في المؤتمر الاقتصادي لتحويل اقتصادنا من ريعي الى إنتاجي، وذلك بتطوير ​الزراعة​ والصناعة، ما يؤمن النمو الحقيقي لا المزيف، بخلق فرص العمل وتحفيز الاستثمار وإرساء العدالة الاجتماعية وتطوير البنى التحتية والتكنولوجيا الحديثة، كي نكون في مصاف الدول المتقدمة، كوننا أبناء حضارة عريقة وتاريخ أنتج الحرف والعلوم مكسباً للإنسانية جمعاء".

ولفت الى أنه "لقد بقي لبنان بمنأى عن التأثير السلبي لما سمي بـ "الربيع العربي" لإدراك قياداته، وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حيث لنا شرف تمثيله، لماهية وجود وطننا كقيمة في التعايش السلمي بين مكوناته، ونموذجاً للانفتاح والتنوع يقتدى به كنقيض للأحادية التي جسدتها التنظيمات الارهابية وإسرائيل"، معتبراً أن "الثورات العربية قد انبثقت من رحم شرائح اجتماعية مهمشة، ومن الشباب الذي انبرى في الساحات العامة مدافعاً عن حريته وكرامته ولقمة عيشه، يؤكد لنا بالتجربة أهمية معادلة "الاستقرار والتنمية" حيث يجب أنْ تكون المنطقة العربية متقدمة، تماماً بحجم ثرواتها، ولبنان مع فخامة الرئيس عون يجهد بتوفير الأمن والازدهار، فحرّر الجرود وحمى الأمن ويعمل على محاربة الفساد بتعيين الأكفاء في المواقع، وطوّر قانون الانتخاب للتمثيل العادل، ما يطوّر الديموقراطية ويسير بها قدما،ً فضلاً على أنه بات اليوم في عداد الدول النفطية وهذا ما سيزيده قوة ومناعة".