شهدت ​غرفة طرابلس​ و​لبنان​ الشمالي حفل إطلاق ​الدورة​ السادسة لمعرض الوظائف والتوجيه 2018، برعاية وزير العمل محمد عبد اللطيف كبارة ووزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية ​عناية عزالدين​ ممثلة بليندا شكر غريب، وبالتعاون مع "المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية" وجمعية "خادمي الغد"، في حضور رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي وفاعليات.

واستهل كبارة كلمته مشيرا الى ان " شباب لبنان يواجه اليوم ظروفا صعبة جدا، وهؤلاء الخريجون الذين يكافحون سنوات طويلة في التحصيل العلمي من اجل بناء مستقبلهم المهني والاجتماعي يكتشفون ان فرص العمل تكاد تكون نادرة في لبنان، وتتراجع بشكل حاد في العالم العربي الذي كان يشكل سوق العمل واسع للشباب اللبناني، لأن أزمة ​البطالة​ باتت مركبة وهي ازمة فرص في العمل بسبب تراجع الاستثمارات في المشاريع، نتيجة الاوضاع المحيطة بنا وكل المنطقة العربية، وهي ازمة الدول العربية التي كانت تشكل ملاذا لعدد كبير من خريجي ​الجامعات​، وهي ازمة تراجع الانفاق الحكومي في لبنان نتيجة الضغوط المالية التي تحاول الدولة تقييدها لتضييق الهوة الهائلة في ازمة ​الموازنة​، وهي ازمة نقص السيولة الحاد بسبب تراجع الحركة التجارية وضعف الحركة السياحية، وهي ازمة ​النزوح السوري​ التي تضغط على الواقع اللبناني في ثلاثة مفاصل : استهلاك البنية التحتية التي لم تعد قادرة على تحمل العبء الكبير والوقائع الانسانية التي تسببت باعباء اجتماعية على الدولة والمنافسة في الاعمال التجارية وفي فرص العمل".

وأضاف انه " عملت منذ توليت ​وزارة العمل​ على حماية الشباب اللبناني من المنافسة في فرص العمل وكذلك لحماية الكثير من القطاعات من المنافسة لكن التحدي كبير جدا وما زلنا نقوم بهذا الدور ونستمر لاننا معنيون اولا بحماية مصلحتنا ابنائنا، ولقد ادركت هذه ​الحكومة​ منذ تشكيلها حجم التحديات ونتائجها وتداعياتها ووضعت خططا عديدة للمعالجة وكنا كل مرة نصطدم باحداث وظروف تعرقل وضع خطط قيد التنفيذ، اليوم هذه الحكومة انجزت خطة متكاملة هي بمثابة خريطة طريق انقاذية للواقع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان ونأمل ان تجد هذه الخطة طريقها الى التنفيذ في اقرب وقت خصوصا بعد مؤتمر روما ثم مؤتمر باريس وغيرهما ايضا، وهذه الخطة تقضي بتمويل مشروعات تصل قيمتها الى نحو 16 مليار دولار اميركي هي ليست دينا على لبنان وانما هي خلال شراكة بين الدولة والقطاع الخاص وهو ما يفقتح الباب واسعا امام تدفق الاستثمارات الى لبنان وبالتالي الى فتح الافق امام الشباب اللبناني لخلق فرص عمل جديدة باللآلاف وقد بدأت الدراسات والعروض تتدفق على الحكومة فعلا ومن بينها مشروع اقامة اوتوستراد مباشر بين طرابلس وجونيه عند نهر الكلب، وهو ما يوفر على المواطنين عذابات كبيرة كما انه يفتح الباب واسعا امام تشجيع المستثمرين لاقامة مشاريع في طرابلس".

ولفت الى أن "​ملف النفط​ سيشكل في ذاته الدعامة الرئيسية لمستقبل لبنان الاقتصادي والاجتماعي، نحن لا نقدم وعودا وردية لا هذه وقائع سيشهدها لبنان خلال فترة قصيرة وسيشهد اللبنانيون اننا كنا عند وعدنا بتنفيذ ورشة انقاذية كبيرة تنقل لبنان من مرحلة الركود الى مرحلة يصبح معها قادرا على ادارة شؤونه ورعاية ابنائه وتامين فرص عمل للاجيال، لقد سمح لنا ربط النزاع السياسي باطلاق يد الدولة في مختلف المفاصل كان اهم الاول هو تامين الاستقرار الامني الذي هو حجر الزاوية وقد نجحت الحكومة بتجاوز تحديات هائلة على المستوى الامني واصبح لبنان اليوم من اكثر دول امانا واستقرارا في كل المنطقة، لكن ذلك لا يعني ان خلافاتنا السياسية انتهت ابدا ما تزال الخلافات حادة بين الاطراف وتحديدا بين فريق يريد تحقيق مصلحة لبنان اولا واخيرا وبين فريق يقدم مصالح الاخرين على حساب مصلحة لبنان وبعضهم يعتقد ان مصلحة لبنان هي في ربطه بسياسات المحاور المشتعلة في المنطقة، ونحن نرى ان ​سياسة​ النأي بالنفس التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية ما تزال تقاوم محاولات ايران المحمومة لاقحام لبنان في محورها وفرض وصايتها عليه لسلخه عن واقعه العربي والحاقه بمشروع امبراطوريتها، اننا نجد التاكيد ان لبنان لا يمكن ان يكون الا عربيا ولن نسمح ان يؤخذ رهينة اوتفرض عليه وصاية لاستثماره في مشاريع واوهام واحلام واطماع سياسية".

وختم كبارة: "إن الانتخابات اللبنانية المقبلة فرصة حقيقية لتحديد مستقبل لبنان، وعلى الشباب اللبناني أن تكون لديه فرصة حقيقية لاختيار مشروع يحقق له تطلعاته في بناء مستقبل لبنان، وعلى الشباب اللبناني ان تكون لديه فرصة لاختيار مشروع هو جزء من النهوض".