إنتهى الثنائي الشيعي ​حزب الله​ و​حركة امل​ من تسمية المرشحين الحزبيين في ​الدوائر الانتخابية​ التي يتواجد فيها، وأصبحت الأسماء جليّة بعد أيام من التكهنات والتوقعات، فجاء بعضها مطابقا لما كان متوقعا، وشكل بعضها الآخر مفاجأة لم تكن "مستحبّة" للثنائي في جبيل ودائرة بيروت الثانية مثلا.

اختار حزب الله المسؤول عن قطاع جبيل في الحزب الشيخ حسين زعيتر ليكون مرشحا عن المقعد الشيعي في ​قضاء جبيل​، الأمر الذي وجده بعض شيعة القضاء مسيئا اليهم كون المرشح ليس جبيليا بل بقاعيا من ​بلدة القصر​. وهنا تشير مصادر مطلعة على الملف الانتخابي في دائرة كسروان جبيل الى أن الحزب "صدم" القريب قبل الغريب بتوجهه لمرشح من خارج جبيل، اذ أن كل التوقعات كانت تشير الى أن المرشح الشيعي لن يكون حزبيا وسيكون من عائلات القضاء، مشددة على أن "الإسم" شكّل صدمة للشيعة وحلفائهم، مع العلم أن زعيتر يعلم قرى قضاء جبيل قرية قرية بحكم عمله بحزب الله وعلى تواصل مباشر مع الجبيليين.

أما بالنسبة للأسباب التي دفعت حزب الله لاختيار مرشح من خارج جبيل، فتكشف المصادر لـ"النشرة" أن السبب الرئيسي يعود لكثرة الطامحين الطامعين بهذا المنصب، اذ أن عائلات جبيل لم تكن متفقة على إسم أو إسمين، بل سعت كل واحدة منها الى إيصال مرشحها، الى حد اتجهت فيه الامور نحو الانفجار، مشيرة الى أن الخيار الأنسب كان عدم تفضيل عائلة على أخرى وترشيح حزبي من خارج جبيل، وتم اختيار الشخص المعني بملف القضاء في الحزب.

في قضاء جبيل 16529 ناخبا شيعيا، شكلوا في الانتخابات النيابية الأخيرة بيضة القبان لانتصار اللائحة العونية، لذلك من الضروري في الانتخابات النسبية المقبلة أن يكون هؤلاء متوحدين خلف قرار قيادتهم، الأمر الذي لا يراه مختار علمات حميد عواد، مستبعدا أن يتجه الجبيليون للعصيان أو الاقتراع لمرشح من خارج الثنائية الشيعية، مضيفا في حديث لـ"النشرة": "بوجود رئيس مجلس النواب نبيه بري وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لا يمكن ان تبقى الأمور على حالها وستتجه نحو الحل خلال أسبوعين على أبعد تقدير".

المشكلة التي تواجهها "الثنائية الشيعية" في دائرة بيروت الثانية تختلف عما هي في جبيل، فالمشكلة هنا هي استبعاد أختيار أي مرشح من القرى السبع، مع العلم أن أكبر "بلوك" انتخابي شيعي في الدائرة هو من هذه القرى وتحديدا بلدة هونين التي تضم 7400 ناخب لوحدها. وفي هذا السياق علمت "النشرة" من مصادر مطلعة أن أبناء هذه القرى طلبوا من قيادتي أمل وحزب الله الأخذ بعين الاعتبار قوتهم الناخبة وعدم تمثلهم نيابيا في أي دورة انتخابية سابقا، مشيرة الى أن نداءهم لم يلق تجاوبا من المعنيين الذين رشحوا أمين شري ومحمد خواجة، الأمر الذي أزعج بعض عائلات القرى السبع وجعل دعمهم متوجها للمرشح "الهونيني" علي الشاعر. وتقول المصادر: "تم التواصل بين كل القوى المتنافسة في بيروت والشاعر، فالكل يسعى للاستفادة من الحالة الاعتراضية الشيعية، ولكن الشاعر لم يدخل أي لائحة حتى اليوم". وتضيف: "تمكّن الشاعر من جمع ما يقارب الـ 7000 صوت منفردا، ولكن مسألة الوصول الى الحاصل الانتخابي ستكون صعبة خصوصا وان أي لائحة قوية لم تبصر النور بعد.

يتوقع كثيرون ان لا تستمر الاعتراضات "الشعبية" الشيعية على المرشحين طويلا، خصوصا وأن الكل يعلم أن أعداد الطامحين للنيابة أكبر بكثير من قدرة حزب الله وحركة أمل على الترشيح.