اشارت "الاخبار" الى ان "احتمال التقاء التيار العوني مع أكثر من قوة سياسية "مُمكن في العديد من الدوائر"، إلا مع ​القوات اللبنانية​، لأنّ "الأمور مش ماشية بعد"، على ذمّة مصادر مُطّلعة على العلاقة بين الطرفين. بين ​الرابية​ (سابقاً) و​معراب​، "سنوات ضوئية" من التباعد السياسي والنظرة المغايرة حول مجمل الملفات. انعكس ذلك على العمل الحكومي، حيث "لا كيمياء" بين وزراء الحزبين. لا ينفك المسؤولون القواتيون، على رأسهم النائبة ​ستريدا جعجع​، يتهمون وزراء "التيار"، مباشرةً أو مواربةً، بالفساد. الخلافات داخل الحكومة لا تنضب بينهما، من دون أن يجدا حرجاً في تظهيرها: ​قانون الانتخابات​؛ ملف الكهرباء؛ التعيينات القضائية والدبلوماسية والإدارية، خاصة تعيين مجلس إدارة ​تلفزيون لبنان​... وآخر فصول الخلاف، ظهّرها أمس الوزير ​ملحم رياشي​ خلال مؤتمر صحافي لإعلان تحويل وزارة الاعلام إلى وزارة الاعلام والحوار والتواصل، فأعلن أنّه يحسد ثنائية حزب الله ــ حركة أمل "على طريقة تعاملهما مع بعضهما البعض. أنا لم أختر بعد التوقيت المناسب للكلام. ولكن، لا أعتقد أنّ مديرية تلفزيون لبنان تقلّ أهميّة عن أي مديرية في ​وزارة الطاقة والمياه​. ما يحصل معيب بحقّ الاصلاح والتغيير".

حتّى المصلحة الانتخابية تنتفي، حتى الآن، بين التيار العوني والقوات اللبنانية. كلّ المعطيات تُشير إلى انسداد الأُفق أمام التحالف، "في دوائر الشوف ــ عاليه، بعبدا، المتن، كسروان ــ جبيل، الشمال الثالثة، وزحلة"، بحسب مصادر قواتية. كان من المفترض أن يُعقد أمس اجتماع انتخابي بين "التيار" و"القوات"، ولكنّه تأجّل إلى اليوم. وبحسب معلومات "الأخبار"، سيلتقي في منزل النائب ​ابراهيم كنعان​ كلّ من الوزير ملحم رياشي والأمينة العامة للقوات اللبنانية ​شانتال سركيس​ ومسؤول الماكينة الانتخابية في التيار العوني نسيب حاتم. هدف الاجتماع دراسة الأرقام لاستنتاج جدوى التحالف من عدمها.

تقول مصادر "التغيير والاصلاح" إنّ "التفاهم مع القوات يعني أنّ علينا أن نتقاسم وإياهم المقاعد. هذا ما يُفرمل اندفاعتنا، ولا يبدو أنّنا في النهاية سنتفق". أما القوات اللبنانية، فتقول مصادرها إنّ "أرضية التفاهم مع التيار العوني وَضَعها رياشي مع باسيل وكنعان، وتوضحت الكثير من النقاط، أهمّها أن لا موانع أمام التحالف الانتخابي إذا ما اقتضت المصلحة ذلك، كبيروت الثانية مثلاً".