لفت حاكم مصرف ​لبنان​ رياض سلامة، إلى أنّ "العالم اليوم يخوض غمار الثورة الصناعية الرابعة، الّتي وُصفت بـ"تسونامي تكنولوجي"، مشيراً إلى أنّ "سرعة وعمق التغيرات، لا مثيل لها في التاريخ، فهي تطال تقريباً كلّ قطاع في العالم، وتؤدّي إلى إعادة تشكيل سوق العمل وترسم مستقبلا يفوق تصوراتنا".

ونوّه سلامة، في كلمة له خلال الحفل السنوي لمؤتمر "arabnet" بالتعاون مع ​مصرف لبنان​، إلى أنّ "الدولة الحديثة الّتي صاحبت الثورة الصناعية الأولى مهدّدة بالزوال، إذا لم تواكب التطورات. إنطلاقا من هذا الواقع، وضرورة مواكبة التطورات، أصدر مصرف لبنان تعميماً منذ سنوات أمّن ل​اقتصاد​ المعرفة، إستثمارات بأكثر من 400 مليار ​دولار​"، مبيّناً أنّ "بفضل التعميم، شهد لبنان تزايداً في عدد وقيمة الإستثمارات في الشركات الناشئة، وبات يحتلّ المرتبة الثانية في مؤشر الإقبال على ريادة الأعمال، وأدّى إلى التطوّر والنمو السريعين في بيئة ريادة الأعمال في لبنان"، موضحاً أنّ "اقتصاد المعرفة يمثّل اليوم 1.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي".

وكشف أنّ "مصرف لبنان يستعدّ لإطلاق العملة الرقمية الّتي تؤدّي إلى تطوّر مهمّ في الإقتصاد الرقمي، لكنّنا بحاجة الى القوانين والمراسيم من مجلس النواب"، مركّز على أنّ "رغم كلّ الجهود المبذولة، هناك تحديات أمامنا، فحوالي 65 بالمئة من الشركات تعتقد أنّ النظام التعليمي لا يزوّد ​الطلاب​ بالمهارات المطلوبة، ومعالجة هذا الموضوع يتطلّب جهداً من ​الحكومة​"، مشيراً إلى أنّه "بما أنّه لا يمكن تأمين الخدمات، إن لم تتوفر بيئة قانونية مساعدة، لا نزال نعمل على تحسين القطاع وجذب المزيد من المستثمرين".

وأكّد سلامة، أنّ "لبنان يمرّ بمرحلة مفصلية، وعلينا أن نواكب التطوّر، ما يؤمّن فرص عمل للشباب، ويعزّز قدرات لبنان التنافسية"، مشدّداً على أنّ "علينا أن ننمّي إقتصادنا، ومستقبل لبنان الإقتصدي، يرتكز على قطاع المال والنفط وإقتصاد المعرفة".