تعتقد مصادر سياسية ان ​الولايات المتحدة الأميركية​ وحلفاءها في الشرق الاوسط، يتحملون مسؤولية المذابح التي حصلت في ​سوريا​ خلال السنوات السبع الماضية، مشيرة الى انه حيال خطر تجدد الاشتباكات هذه الايام، فقد حان الوقت بأن يتحرك مجلس الامن لوضع حد لسفك الدماء، على اساس خطة عمل يتم التوافق عليها من قبل الاعضاء الدائمين في هذه المنظمة الدولية .

واستذكرت المصادر الاحداث والحروب التي عانت منها المنطقة، لافتة الى انه في العام ٢٠١١، وفي اطار الربيع العربي، قررت الحكومة الاميركية بالتعاون مع المملكة العربية ​السعودية​ ودولة قطر و​تركيا​ و​إسرائيل​ إسقاط نظام الرئيس السوري ​بشار الاسد​، حتى ولو كان هذا العمل يعتبر خرقا للقوانين الدولية .

وتقول المصادر انه من المعروف في بداية العام ٢٠١٢، أعطى الرئيس الاميركي السابق ​باراك اوباما​ موافقته للمخابرات الاميركية للعمل مع حلفاء واشنطن، لتقديم الدعم للقوى السورية المعارضة، وكذلك للمقاتلين الأجانب الذين جاءوا لمساندة هذه المعارضة، وتوقعت مصادر القرار في الولايات المتحدة الاميركية انهيار النظام السوري على غرار ما حصل في تونس ومصر في الأشهر الاولى من بدء الربيع العربي .

ورأت المصادر نفسها ان الأهداف الاميركية هذه كانت ترمي الى الحد من تأثير ​ايران​ و​روسيا​ في المنطقة، اما تركيا فكانت تعمل على توسيع سيطرتها على ما كان يعرف بالإمبراطورية العثمانية، اضافة الى منع ​الأكراد​ من الحصول على استقلالهم، في حين كانت المملكة العربية السعودية بحسب المصادر تريد القضاء على الوجود الإيراني في المنطقة لتحل محله، وكذلك اسرائيل التي تريد مواجهة ايران إذ أنها بمفهومها تهدد كيانها من خلال تقوية وتسليح ​حزب الله​، بينما دولة قطر عملت على اقامة نظام إسلامي سنيّ متطرّف في سوريا .

ورأت المصادر ان هناك عوامل أربعة حالت دون سقوط النظام السوري، أولها انه حظي بدعم من العلويين والمسيحيين خوفا من انتصار المتطرفين ومن فئة من الطائفة السنية، والعامل الثاني هو ان ايران وروسيا تصديا للتحالف الاميركي، اما العامل الثالث فهو انه عندما انشقت جماعات من المسلحين لتشكيل ما يعرف بداعش انصرفت اميركا الى محاربة هؤلاء، بدلا من مواصلة جهودها لقلب نظام الاسد، وأخيرا فان الجماعات المعارضة للرئيس السوري بدات تنهش وتذبح بعضها البعض .

وشددت المصادر بأن الادارة الاميركية شوهّت الحرب في سوريا واعتبرتها حربا أهليّة بدل ان تعتبرها حربا بالوكالة شاركت هي فيها والمملكة العربية السعودية وإسرائيل وروسيا وإيران وقطر.

واشارت المصادر الى انه في تموز من العام ٢٠١٧ اعلن الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ وقف دعم بلاده للمتمردين السوريين، لكن عمليا يتواصل التدخل الاميركي بهدف اضعاف النظام السوري وليس اسقاطه، وفي هذا السياق اعلن البنتاغون في كانون الاول الماضي ان القوات الأميركية لن تنسحب من سوريا بهدف تقديم الدعم للقوى المناوئة للنظام في المناطق التي تم الاستيلاء عليها من داعش، وبالطبع من دون موافقة الحكومة السورية .

واستنتجت المصادر انه على الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها ان يعترفوا بصمود نظام الرئيس السوري بشار الاسد بغض النظر عن اي اعتبارات اخرى، وانه على مجلس الامن الدولي مدعوما من واشنطن وموسكو وقوى عظمى اخرى التدخل وتشكيل قوّات سلام لتثبيت إستقلالية سوريا واصلاح المرافق العامة، ومنع النظام من الانتقام من المتمردين او المواطنين الذين دعموهم، معتبرة ان الاسد سيبقى في منصبه والتأثير الروسي والايراني سيبقى قائما، وان الاوهام الاميركية بأن الولايات المتحدة تستطيع ان تقرر من يحكم سوريا وبالتعاون مع البعض من حلفائها قد انتهت.