ابلغ الأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ في إطلالته ما قبل الانتخابية الاخيرة، اللبنانيين بأن حزب الله هو الجهة الوحيدة القادرة والمستعدة للدفاع عن حقوقهم النفطيّة وثرواتهم امام الاطماع الإسرائيلية، لانه ممنوع على ​الجيش اللبناني​ امتلاك صواريخ وأسلحة تمكنه من القيام بهذه المهمة، معلنا ان اي قرار يتخذه ​مجلس الدفاع الأعلى​ اللبناني بمنع ​اسرائيل​ من استخراج نفطه ردا على تهديداته للبنان فان الحزب سينفذ هذا القرار بعد ساعات من صدوره.

في هذا السياق، رأت مصادر سياسية ان كلام السيد نصرالله وموقفه جدّي وان التجارب اثبتت صحة وفعالية ما يقوله نظرا للإمكانات العسكرية والقدرات القتالية التي يتمتع بها حزب الله.

ولاحظت المصادر انه في المقابل هناك فريق من اللبنانيين وهو ​القوات اللبنانية​ رفض مثل هذا العرض وعلى لسان رئيسها ​سمير جعجع​، معتبرا ان اللبنانيين على استعداد للدفاع عن لبنان وحقوقه ولكن من خلال الدولة، وهو يرفض منح هذه الحصرية لفريق من اللبنانيين لان هذا الامر يعتبر تعديا على واجبات الدولة اللبنانية .

ولفتت المصادر الى ان هذا التباين الشاسع بين القوات اللبنانية ومعه قوى اخرى وان لم تجاهر بموقفها، وبين الثنائي الشيعي، هو شعار وبرنامج كل فريق منهما في الانتخابات النيابية المقررة في السادس من شهر أيار المقبل .

وتعتقد المصادر نفسها انه مهما كانت نتائج هذه الانتخابات والتي لا يزال البعض يشكّك في حصولها، فإنها لن تبدّل كثيرا في المشهد السياسي القائم منذ سنوات عدة، ويتمحور حول هذا الملف الشائك الذي يعتبره الكثيرون قنبلة موقوتة امام استقرار هذا البلد ومستقبله السياسي .

ورأت المصادر ان فريقا من اللبنانيين ممثلا بتيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ لا ينفي وجود خلاف مع هذا الحزب حول دوره وسلاحه وتدخلاته الخارجية، ولكنه عقد معه ما اصبح يعرف بربط نزاع حفاظا على الاستقرار الداخلي، وان فريقا مسيحيًّا آخر وهو ​التيار الوطني الحر​ عقد معه تحالفا يقضي بعدم استعمال هذا السلاح في الداخل والعمل على ايجاد استراتيجية دفاعية مع شرعية استعمال هذا السلاح للدفاع عن لبنان وتحرير أراض لبنانية ما زالت محتلّة من قبل الاسرائيلي .

وقالت المصادر ان هذه المعادلة القائمة حاليا والتي جنبت لبنان انفجارا، بحاجة الى تفاهمات اخرى اكثر شمولية، مشيرة الى ان حزب الله يعتبر مثله مثل القيادة في ايران ان معركته لن تتوقف قبل استئصال دولة اسرائيل من الوجود، بينما القوى اللبنانية الاخرى وكذلك الدولة اللبنانية التي ما زالت تعتبر اسرائيل عدوا، لكن تطالبها بالامتثال لقرارات الامم المتحدة، وتطالبها بإقامة دولة فلسطينيّة وعاصمتها القدس وبالانسحاب من جميع الاراضي العربية المحتلة .

وتخلص المصادر الى الاعتقاد ان استقرار لبنان ومستقبله السياسي ليس فقط بعدد النواب الذين سيمثّلون هذه الفئة او تلك في المجلس النيابي المقبل، ولا في شكل الحكومة التي ستتشكّل، ولا في محاربة الفساد فقط، بل بالتفاهم حول هذه النقطة وعدم تأجيل البت فيها.