أفاد مصدر بارز في وزارة الداخلية العراقية لـ"الحياة" بأن "الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان إلى الدوحة أخيراً، كانت بهدف البحث في استرداد مطلوبين إلى القضاء فروا إلى قطر ومنهم من حصل على الجنسية القطرية"، كاشفاً أن "المحادثات مع الجانب القطري توصلت إلى تفاهمات تمهد إلى إبرام اتفاق قضائي لتسليم أكثر من 12 مطلوباً مداناً بالإرهاب، بينهم بعض قيادات تنظيم "القاعدة" وضباط سابقين في نظام الرئيس السابق صدام حسين كان لهم دور في رسم مخططات لصالح تنظيم "داعش"، ساهمت في إسقاط محافظات الأنبار وصلاح الدين والموصل في حزيران عام 2014".
كما أشار المصدر الى أن "المحادثات لم تقتصر على المطلوبين من قيادات "داعش" فقط، كون اللائحة التي صدرت عن القضاء العراقي تطرقت إلى أسماء مطلوبين من النظام السابق"، منوهاً الى أن "العراق وقّع أيضاً اتفاقاً مع لبنان في شأن تبادل المعتقلين بين البلدين بينهم قيادات في الحرس الجمهوري السابق، إضافة إلى سعيه لإبرام اتفاقات مماثلة مع بعض الدول العربية والأجنبية تتعلق بتسليم المطلوبين المتورطين بقضايا إرهابية ممن أدرجوا ضمن اللائحة الأخيرة التي أصدرها القضاء العراقي".
ولفت الى أن "العراق سيتسلم قريباً بعض ضباط الحرس الجمهوري ممن يقطنون في لبنان، بعد تفعيل مذكرات اعتقال حمراء بحقهم كما حصل مع وزير التجارة الأسبق فلاح السوداني".
وتابع المصدر بالقول أن "مشكلة العراق في استقدام المطلوبين، تكمن في عدم التعامل بجدية مع الإنتربول أو منح الشرطة الدولية العراقية الصلاحيات اللازمة لاستراد المطلوبين إلى القضاء، وتقف خلفه أسباب عدة من بينها أن الاحكام الصادرة بحق المطلوبين لا تتناسب أو تتماشى مع الأحكام القضائية المعمول بها في البلدان التي منحت الجنسية والإقامة لبعض المطلوبين العراقيين من قيادات النظام السابق وتنظيمي داعش والقاعدة"، معتبراً أنه "بمعنى آخر، إذا لم تتماش الأحكام القضائية العراقية مع عقوبات تلك البلدان، فمن الصعب تفعيل مذكرات حمراء تقضي باعتقالهم وتلزم الإنتربول باستقدامهم".
كما أشار الى أن "تحريك المذكرات الحمراء يعتمد بالدرجة الأولى على قناعة الانتربول الدولي بإدانة المطلوبين، وبالعقوبات الصادرة بحقهم، بعد تعميم النشرة الدولية التي تضم لائحة بأسمائهم وبجرائمهم".
من جهته، نوه مستشار وزير الداخلية وهاب الطائي في تصريح إلى "الحياة"، الى أن "مجموع المطلوبين الذين صدرت بحقهم مذكرات بلغ 350 مداناً بجرائم مختلفة بينهم إرهابيين، إضافة إلى 65 مطلوباً وفق اتفاق تعاون أمني للوزراء العرب"، موضحاً أنه "خلال الأشهر الثالثة الماضية تسلمنا من الإنتربول الدولي 65 مطلوباً بينهم وزير التجارة الأسبق، ونأمل كذلك بتسلم فيصل الخضيري المحتجز حالياً في بيروت، وزياد القطان من عمان".
وتابع بالقول ان "أمين عام الإنتربول الدولي والوفد المرافق سيزورون العراق للمرة الأولى لمناقشة قضايا التعاون القضائي عبر الإنتربول".
