أكّد رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، في حديث إلى برنامج "زاوية أخرى" على قناة "السومرية" ​العراق​ية، أنّ "الوضع الحالي لا يسمح ل​إسرائيل​ أن تتخطّى الحدود لأنّ هناك قراراً ​لبنان​يّاً بالدفاع عن هذه الحدود برّاً وبحراً"، مشيراً إلى أنّه "أثار أمام وزير الخارجية الأميركية ​ريكس تيلرسون​ مشكلة النزاع مع إسرائيل حول حدود لبنان البحرية والبرية، وأوضح له أنّ لدى لبنان خرائط تعود إلى عشرينات القرن الماضي تثبت حقوقه بأرضه وهي موجودة بيد العالم بأسره، ولا يمكن التلاعب بها".

وركّز الرئيس عون، على أنّ "ما تطالب به إسرائيل في هذا السياق يؤدّي إلى خسارة هذه الحقوق"، مطالباً إياها بـ"اللجوء إلى التحكيم، وإلّا قد تكون النتائج مأساوية وإسرائيل تدرك ما معنى أن نصل لهذه النتائج".

وعن حلّ النزاع حول الحدود البحرية، نوّه إلى أنّه "يمكن اللجوء إلى طرف ثالث خبير في مثل هذه النزاعات تحت رعاية ​الأمم المتحدة​، لتحديد الحدود والبتّ في هذه المشكلة"، لافتاً إلى أنّ "الوضع في ​سوريا​ يتخطّى الحدود السورية وأنّ دخول جهات دولية زاد الأمور تعقيداً"، مشدّداً على أنّ "الحلّ بات بيد الدول الكبرى عبر تفاهم روسي- أميركي".

وعلى صعيد المحاور الناشئة في المنطقة وموقف لبنان ب​النأي بالنفس​، أكّد رئيس الجمهورية أنّه "ليس في أي محور"، مبيّناً "أنّني مع احترام المصالح الحيوية لكلّ البلدان العربية، ولن أسمح لنفسي بأن أمسّ بمصلحة حيويّة لأي بلد".

وحول ما إذا كان الهدف ممّا حصل مع رئيس مجلس الوزراء ​سعد الحريري​ ضرب السلم الأهلي في لبنان، أشار الرئيس عون إلى "أنّني لا أعرف إذا كانت هذه هي النية، ولكن كان يمكن أن ينتج عنها ذلك"، موضحاً أنّ "في خلال زيارته الرسمية إلى العراق، حمل الصداقة للشعب العراقي وللمسؤولين فيه"، لافتاً إلى أنّ "لدى لبنان مؤسّسات بإمكانها المساهمة في إعادة اعمار العراق. ما قطَّعته الحرب من أوصال بيننا نعمل الآن على إعادة وصلها، وذلك في مختلف القطاعات الّتي يمكن أن تخدم مصالح شعبينا".

وعمّا حقّقه لبنان في عهده، فأكّد "النجاح في تحقيق أشياء كثيرة، منها ضبط مؤسسات الدولة الّتي كانت تعاني من تراخ شديد، تفعيل المؤسسات الرقابية، تحقيق مزيد من التشدد في المؤسسات الامنية في الحفاظ على الامن وضبط الجريمة، وكذلك تعزيز ممارسة المؤسسة القضائية لعملها"، منوّهاً إلى "أنّنا فهمنا جيّداً أنّ المشاكل لا تحلّ بالحروب لا الأهلية ولا النظامية، إنّما تحلّ بطاولة مستديرة يجلس إليها المتخاصمون لحلّها"، مشيراً إلى أنّ "الصراعات في لبنان اليوم تأخذ بعداً سياسيًّا أكثر ممّا هو طائفي، والبرهان على ذلك هو التحالفات السياسية الحالية غير الطائفية".

ولفت الرئيس عون، إلى أنّ "الهمّ الأساسي في عمله اليوم هو التركيز على تحقيق الإستقرار والأمن والوحدة الوطنية الّتي يمكن التأسيس عليها للإنطلاق إلى مرحلة ​مكافحة الفساد​".