بسرعة لم يكن يتوقعها أحد، وبسهولة لا تشهدها عادة التحالفات الإنتخابية بين الأفرقاء، إتفق ​تيار المستقبل​ مع ​الحزب التقدمي الإشتراكي​ على خوض المعركة الإنتخابية سوياً في السادس من أيار المقبل. أبرز ما ساعد على إنجاز هذا التحالف بسرعة، هي المصلحة الإنتخابية المشتركة للفريقين في الدوائر التي يتواجدا فيها هي بداوئر الشوف-عاليه، البقاع الغربي-راشيا وبيروت الثانية. وحتى لو كان التحالف حاجة إنتخابية بالنسبة الى الفريقين، فهو يشكل بالنسبة الى الحزب التقدمي الإشتراكي أكثر من حاجة لا بل ضرورة لا يمكن للزعيم الدرزي التوجه الى صناديق الإقتراع من دونها، لماذا؟ اليكم ما كشفته هذه الدراسة الإنتخابية التي أجرتها إحدى أبرز الشركات في الأسابيع القليلة الماضية.

في دائرة الشوف وعاليه التي يعتبرها الحزب الإشتراكي نقطة إرتكازه السياسية، أربعة مقاعد للدروز ومقعدان للسنة، عدد الناخبين الدروز هو 131929 ومن المتوقع أن يقترع منهم حوالى 60000 ناخب وللحزب الإشتراكي حوالي 45000 صوت، بينما يبلغ عدد الناخبين السنة 60738 وقد يقترع منهم حوالى 35000 ناخب، أي أكثر من نصف الناخبين المسجلين، وللتيار الأزرق منهم حوالي 23000 صوت. ومن هذه الأرقام، وتحديداً من حجم الكتلة السنية الناخبة في الدائرة ومن نسبة الإقتراع المرتفعة التي تسجلها هذه الكتلة، يبدو واضحاً لماذا يعتبر الحزب الإشتراكي تحالفه مع المستقبل في هذه الدائرة أكثر من ضروري.

في دائرة البقاع الغربي وراشيا هناك مقعدان للسنة ومقعد واحد للدروز، عدد الناخبين السنة 68326 ، يقترع منهم حوالى 40000، ومن هؤلاء المقترعين، هناك حوالي 25000 صوت لتيار المستقبل. في المقابل لا يتخطى عدد الناخبين الدروز المسجلين الـ20678 ويقترع منهم حوالي 11000، وللحزب الإشتراكي منهم حوالي 7000 صوت. هذه الأرقام تشير الى أن الحزب الإشتراكي وعلى رغم قدرته على تأمين الحاصل الإنتخابي لوحده، فهو يريد من التحالف مع المستقبل ضمان فوزه بالمقعد الدرزي الذي يشغله المعاون السياسي للنائب ​وليد جنبلاط​ النائب ​وائل أبو فاعور​.

أما في دائرة بيروت الثانية، فالأرقام وحدها تتكلم كيف يغرق المقعد الدرزي الوحيد في بحر من الأصوات السنية. عدد الناخبين المسجلين هناك هو 215781، وقد يقترع منهم 110000، وقوة تيار المستقبل بين المقترعين تقدر بـ 65000 صوت، كل ذلك مقابل 5397 ناخباً درزياً مسجلاً فقط، ولا يقترع منهم أكثر من 2500، وللحزب الإشتراكي منهم حوالى 1000 صوت. هنا يظهر بما لا يقبل الشك كيف لا يمكن للحزب الإشتراكي أن يفوز بهذا المقعد إذا لم يتحالف مع تيار المستقبل.

لكل ما تقدم، قال النائب وليد جنبلاط منذ أشهر وأشهر، إنه على تحالف مع رئيس الحكومة وتيار المستقبل ​سعد الحريري​، ولكل ما تقدم أيضاً حافظ جنبلاط على علاقته بالحريري ولم يتخلى عنها يوماً على رغم التباعد أحياناً في وجهات نظر الفريقين. علاقة بدأها جنبلاط مع الرئيس ​رفيق الحريري​، ويصر على إستمرارها والمحافظة عليها مع نجله سعد، لأن ​قانون الإنتخاب​ ومهما تغيّر، سيبقى إقليم الخروب ذات الأكثرية السنية مع الشوف، وسيبقى المقعد الدرزي في بيروت من دون أصوات إشتراكية قادرة على إيصال مرشحها لوحدها، وسيبقى أيضاً المقعد الدرزي في البقاع الغربي، في دائرة للمستقبل ثقل إنتخابي فيها.