تعدّ دائرة الشوف-عاليه واحدة من الدوائر التي تزال تشهد ضبابية في التحالفات الإنتخابية، ورغم تقدّم المفاوضات في الكثير من الدوائر إلا أن في هذه الدائرة العديد من العقد التي تعرقل سير إنجاز الإتفاق بين أي من القوى الأساسية فيها.

يواجه تيار "المستقبل" في الشوف وعاليه مشكلتين أساسيتين، بحسب مصادر مطلعة، لافتةً عبر "النشرة" الى أن "التيار الأزرق يسعى الى نسج لائحة إئتلافية تجمعه الى جانب كل القوى الكبرى من "الوطني الحر" الى "الاشتراكي" و"​القوات اللبنانية​"، وهذا الامر هو غير ممكن حتى الساعة، أولاً لكون الشريحة الأكبر من القاعدة العونية ترفض التحالف مع النائب ​وليد جنبلاط​ من منطلق أن الاخير كان يؤكد أنه هو من "يعطي المقاعد النيابية"، وحان وقت إنهاء هذه الظاهرة بمعركة انتخابية تعيد "الوطني الحر" الى الجبل من بوابة الإنتخابات لا "بمنّة" من جنبلاط". وتضيف، "المشكلة الأخرى التي يواجهها المستقبل تتركّز على مقعد برجا في الشوف في ظل الإستمرار بترشيح بلال عبد الله من الاشتراكي في حين أن "المستقبل" مصرّ على ترشيح النائب ​محمد الحجار​".

وعلى خط التحالف بين "القوات" و"الاشتراكي"، تشير المصادر الى أن "العقدة الابرز في هذا السياق تكمن في ترشيح جنبلاط الوزير السابق ​ناجي البستاني​ عن المقعد الماروني في الشوف"، لافتة الى أن "القوات لن تكون على لائحة واحدة معه نظراً للعلاقة غير الودية بينه وبين النائب جورج عدوان ولوجود مشاكل تاريخية بين الرجلين، ومن هنا يصعب إنجاز التحالف بين الاشتراكي والقوات في ظلّ الإبقاء على ترشيح جنبلاط له"، وتضيف المصادر: "مع بداية الحديث عن الانتخابات برز اسم البستاني كمرشح على لوائح "التيار"، ولكن إجتماعاً عقد بينه ووزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ في إطار المفاوضات لترشيحه على لائحة "التيار"، أكد خلاله أنه مرشّح مستقلّ، وفي حال تم ترشيحه على لوائح "الوطني الحر" في الشوف فإنه لن ينضم الى تكتل "التغيير والإصلاح" مستقبلاً ما دفع بباسيل الى اعادة حساباته".

تتوقّع المصادر أن "يتنافس في الشوف عاليه 4 لوائح، الأولى تضمّ الاشتراكي والمستقبل، الثانية تضمً الاحرار والكتائب وغيرهم من القوى، الثالثة تضمّ ​التيار الوطني الحر​ والقوات اللبنانية إذا نجحا في نسج التحالف على أن ينضم أحد الاقطاب الدروز الى اللائحة، وهنا تواجه قوى 8 آذار مشكلة تتركّز حول الخلاف بين وزير المهجرين ​طلال ارسلان​ ورئيس تيار "التوحيد" ​وئام وهاب​، اذ يبدو من المستحيل جمعهما على لائحة واحدة في ظل الخلاف الكبير بينهما إضافة الى ​اللواء ابراهيم بصبوص​ (سني)"، مشيرة الى أن "لدى اللواء بصبوص قوّة تجييريّة سنيّة ويجري التواصل معه من قبل "الوطني الحر"، وهو أكد استعداده للإنضمام الى تكتل "التغيير والإصلاح" في حال عدم نسج التفاهم مع "المستقبل".

وتشير المصادر الى أن "اللائحة الرابعة يتوقّع أن تجمع ​المجتمع المدني​ ومن بين الأسماء التي يحكى عن ترشيحها، غسان مغبغب نجل نعيم مغبغب والعديد من الأسماء الأخرى التي تنتظر أجوبة من الأحزاب لتنضم اليها منهم زياد شويري"، متوقعة أن "تنحصر المعركة في عاليه بالمقعد الارثوذكسي وفي الشوف بالمقعد الماروني الثالث والمقعد السني".

في المحصلّة لا تزال صورة التحالفات في هذه الدائرة غير واضحة، والتخوّف أن يمرّ الوقت قبل حسم هذه المسألة فتتألّف اللوائح على وقع ضغط المهل!.