سفراء عرب وأجانب متيقنون من اجراء الانتخابات ولا يرون وجوداً لأي عنصر تعطيلي

يفترض ان تتظهر صورة الترشيحات للانتخابات النيابية في بحر الأسبوع الطالع أي قبل السادس من آذار موعد انتهاء مهلة تقديم طلبات الترشيح، لتنطلق بعدها القوى السياسية في عملية شبك التحالفات لاعداد اللوائح الانتخابية قبل السادس والعشرين من الشهر المقبل وفق ما ينص عليه ​قانون الانتخاب​.

وإذا كان الثنائي الشيعي من أوائل الذين كشفوا الغطاء عن أسماء مرشحيهم وكذلك لوائحهم المشتركة في مختلف الدوائر على مساحة لبنان، فإن باقي القوى السياسية لا تزال تعكف على اعداد العدة لخوض غمار هذه الانتخابات، وهي حتى الساعة لم تنجح في بلورة الصورة النهائية في ما خص الترشيحات أو لوائح التحالفات، بعد ان خلق القانون النسبي نوعاً من الإرباك لدى بعض القوى السياسية، وهو ما جعل هذه القوى ترى في نسج تحالفات «بالقطعة» خياراً سليماً لضمان حصد المزيد من المقاعد في البرلمان ولقطع الطريق امام الخصوم في حصد الحصة الأكبر، وبالتالي الإمساك باللعبة البرلمانية.

ويبدو، حتى هذه اللحظة، انه وبالرغم من المحاولات الحثيثة من قبل الطرفين، فإن المسافة ما تزال متباعدة بين ​التيار الوطني الحر​ و​القوات اللبنانية​، فالمساعي لم تنجح بعد في الوصول إلى حياكة لوائح تحالفية تترجم التفاهم القائم بينهما، وأن جل ما حصل حتى الساعة هو الاتفاق على تحالف في بعض الدوائر والافتراق في دوائر أخرى، وينتظر ان يحسم الموضوع بين الطرفين حول مسألة التحالفات قبل الرابع من آذار، وفق ما أعلنه الوزير ​ملحم رياشي​. اما في ما خص التحالف بين «المستقبل» و«القوات» فإن هذا الموضوع ما زال على مشرحة النقاش، لكن الخيط الأبيض لم يتبين بعد من الخيط الأسود، وإن كانت الاتصالات بين الفريقين قد احرزت بعض التقدم الذي لا يسمح بالجزم في إمكانية الوصول إلى تحالفات كاملة في الانتخابات المقبلة.

وترفض مصادر سياسية متابعة وضع زيارة الموفد السعودي المستشار في الديوان الملكي ​نزار العلولا​، في خانة السعي السعودي لشد عصب الحلفاء وتقريب وجهات النظر بينهم لخوض الانتخابات النيابية المقبلة ككتلة سياسية موحدة في كامل ​الدوائر الانتخابية​، وتجزم المصادر بأن الموفد السعودي لم يأت على ذكر موضوع الانتخابات مع أي شخصية سياسية التقاها لا من قريب ولا من بعيد، وان فحوى الكلام الذي اثير يتمحور حول آلية إعادة العلاقات بين البلدين إلى عهدها السابق، سيما وان المملكة ​السعودية​ تعتبر لبنان بلدا مميزا بالنسبة لها، وهي تحرص على نسج علاقات مودة واحترام معه.

وتؤكد هذه المصادر ان الموفد السعودي أبلغ من التقاهم بأن هذه الزيارة لن تكون يتيمة، بل هي ستكون مقدمة لزيارة ثانية وثالثة، وأن ذلك يصب حتما في تمتين العلاقات بين البلدين والوقوف على حاجات لبنان على المستويين الاقتصادي والانمائي سيما وان هناك مؤتمرات دولية ستعقد لهذه الغاية في وقت قريب، وان لبنان يأمل ان تنتج عنها مواقف وإجراءات داعمة له في شتى المجالات.

وتعتبر هذه المصادر ان من لديه الخشية من عدم حصول الانتخابات بفعل إمكانية حصول احداث ما تمنع ذلك، لا يحسن قراءة التطورات بشكل جيد، مشددة على ان قرار اجراء الانتخابات النيابية في لبنان ومنع ​التمديد​ للمجلس الحالي مرّة أخرى هو قرار جدي ان على المستوى الداخلي أو الإقليمي والدولي، وان الموفدين الدوليين الذين زاروا لبنان في الأشهر القليلة الماضية حملوا من بلادهم موقفا ثابتاً وحاسماً بضرورة اجراء الانتخابات واحترام المواعيد الدستورية، وان المسؤولين اللبنانيين قطعوا لهؤلاء عهدا بإنجاز الاستحقاق الانتخابي في موعده المحدد في السادس من أيّار المقبل.

وتلفت المصادر النظر إلى ان بعض ​السفراء العرب​ والأجانب يتحدثون في الصالونات السياسية وخلال زياراتهم للمسؤولين بأنهم متيقنون من اجراء الانتخابات في موعدها، وانهم لا يرون ان هناك أي عنصر تعطيلي لهذه الانتخابات من أية جهة داخلية كانت أم خارجية، بمعزل عن رغبات وتمنيات البعض.