لفت البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، إلى أنّه "عندما نقول حوار بين ​الديانات​، فهذا لا يعني بين رجال الدين، إنّما بين أبناء كلّ هذه الديانات، بدءاً من السياسيين"، موضحاً أنّ "المشكلة ليست من الشعب، بل من السياسيين عندما يسيّسون الدين ويفرّقون الشعب، ولكن للشعب دور كبير في المحافظة على قيمه"، مشيراً إلى أنّ "الكثير من سفراء الدول والأجانب الّذين يزورون ​لبنان​، يلاحظون أنّ في لبنان مجتمعاً مدنيّاً يختلف عن المجتمع السياسي. إن ​المجتمع المدني​ مجتمع منفتح ومحب ولا يفرّق بين الأديان، فيما المجتمع السياسي مختلف تمام.اً"، معرباً عن أمله في أن "نتوحد في مجتمع لبناني واحد غني بكلّ مكوّناته الإسلامية و​المسيحية​ وبكلّ قياداته وشعبه".

وركّز البطريرك الراعي، خلال حفل استقبال أقامته ​السفارة اللبنانية​ في ​فيينا​ على شرف الوفد اللبناني ورؤساء الطوائف، بعد اختتام أعمال المؤتمر السنوي الّذي نظمه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات في العاصمة ​النمسا​وية، على أنّه "لو لم تكن هذه الروح الجديدة الراغبة في السلام والحوار والاخوة، فاعلة في هذا العالم، لما رأينا مثل هذا المركز الّذي أسّسته ​السعودية​ مع النمسا و​إسبانيا​ و​الفاتيكان​"، مشدّداً على "أنّنا نتمنّى لبلداننا الشرق أوسطية نهاية الحرب والاستقرار والسلام العادل والشامل والدائم لكي يعود اليها اهلها، على تنوع اديانهم، وهم يحق لهم العيش بكرامة والحفاظ على ثقافتهم وحضاراتهم من اجل مواصلة تاريخهم ورسالتهم على ارضهم، وهكذا نقف في وجه كل المخططات الهدامة التي تقتل ثقافتنا وحضارتنا".