اعتبر أمين الهيئة القيادية في "حركة الناصريين المستقلين–المرابطون" ​العميد مصطفى حمدان​ أنّه "من السهل الممتنع أن نحدد بالشكل في أي خانة نضع زيارة الموفد السعودي ​نزار العلولا​ من خلال ما رأيناه بالإعلام، وهو أن المملكة العربية ​السعودية​ أكدت المؤكد أن المدعو ​سمير جعجع​ هو الناطق الرسمي والأمين على الخزنة المالية، والوصي على من يريد أن يكون ضمن ​14 آذار​ new look"، لافتا الى ان "أهم ما قاله المبعوث السعودي كان في معراب حيث أكد أنه في منزله وخرج المدعو سمير جعجع ليحدد لرئيس الحكومة ​سعد الحريري​ سلوكه في إدارة مجلس الوزراء وخطته الجهنمية للاستحقاق النيابي فتنوياً طائفياً ومذهبياً".

ورأى حمدان في حديث لـ"النشرة" ان الزيارات التي قام بها الوفد السعودي إلى باقي المسؤولين والشخصيات بمن فيهم الحريري ورئيس الحكومة السابق ميقاتي "استكمال للشكليات، كما المرور في قصر بعبدا لمدة عشرة دقائق وممارسة الحقد السياسي على وزير الخارجية ​جبران باسيل​ و​وليد جنبلاط​". وأضاف: "أما في المضمون الخفي، فهناك من يقول بأن زيارة المبعوث إلى ​لبنان​ تحتمل 30% دعوة القوى المحسوبة على "طويل العمر" لإجراء الانتخابات موحدة ضد ​إيران​ و​حزب الله​، و70% الدعوة إلى عدم إجرائها بسبب التطورات الإقليمية المتسارعة والله اعلم". وأردف قائلا: "أما الكلام عن دعم سعودي للانتخابات المقبلة وتمويلها فهذا إذا ظهر أو استطاع أحد أن يثبته، فيجب أن يكون موضوع شكوى رسمية بالرشوة السعودية إلى المحكمة الدولية إذا كانت تَبُتْ بهذه المسائل السيادية، وإلى هيئة الانتخابات المشلولة وإخبار إلى القضاء اللبناني وعلم وخبر إلى رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ورئيس الحكومة ووزير العدل"، معبرا عن استغرابه لـ"شنّ "طويل العمر" ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حملة لمحاربة الفساد والرشوة في بلاده ويحتجز أبناء عمومته، ويصدّر إلينا هذا الفساد والرشوة في الواقع الديمقراطي للوطن اللبناني".

معادلة الجيش والمقاومة

وتطرق حمدان للادعاءات ال​اسرائيل​ية بخصوص الحدود البرية والبحرية، فأكّد الوقوف مع الجيش اللبناني ومع كل الأجهزة الأمنية "في القرار الحازم والصارم في مواجهة أي محاولة للعدو الإسرائيلي من ضرب القدرة الاقتصادية عبر ما يسمى بالبلوك 9 أو عبر إقامة حاجز يدخل في الأراضي اللبنانية المتنازع عليها". وقال: "نحن نعلم أن قائد الجيش ​العماد جوزيف عون​ والقيادة السياسية جميعها موحدة في مواجهة هذا العدو الإسرائيلي، وكما أننا بطبيعة الحال نقول للجميع إن لبنان ليس في ضعفه، وهذه المقولة ذهبت مع الريح، اليوم لبنان كما شاهدنا عندما زار وزير الخارجية الاميركي ​ريكس تيلرسون​ ودافيد ساترفيلد وغيرهم لبنان يفتخر بأن قوته في قوته، هذه القوة التي ترتكز على المعادلة الردعية للعقل الإجرامي الإسرائيلي وهي الجيش والمقاومة واحتضان الشعب اللبناني لهما".

وشدد على ان "جميع من لديه الضمير أو الحس الوطني أن يقف مع هذه المعادلة اليوم التي تثبت دائما في الملمات أنها هي الأقوى وهي التي تحمي لبنان". واضاف: "إن الصراع بين حزب الله والعدو الاسرائيلي لا يرتبط بأي أحداث إقليمية أو واقع زمني معين، يرتكز في أساسياته على قدرة اسرائيل بتدمير التهديد الوجودي لها عبر تدمير قدرة حزب الله العسكرية، ولو استطاعت اسرائيل أن تحقق ذلك لكان العدوان اليهودي التلمودي حدث منذ شهر منذ أيام منذ البارحة".

واعتبر حمدان انّه "سواء عُقدت المؤتمرات الدولية لدعم لبنان، أم لم تُعقد في ظل هذه الظروف الإقليمية الراهنة، فقد أثبتت عدم جدواها، وبالمختصر المفيد نتساءل أين باريس 1-2-3-4 وروما 1-2 ومؤتمر أصدقاء لبنان"، وقال: "لم نرَ ما يثبت أنها قدّمت "المن والسلوى" إلى اللبنانيين، إنما على الصعيد الإعلامي نراها تستهدف دائماً سلاح المقاومة من أجل حماية الأمن القومي اليهودي التلمودي على أرض فلسطين العربية".

معوقات في دوما

وتطرق حمدان للملف السوري، فأشار الى أنّه "بعدما أفشل الأميركيون واليهود وأدواتهم الإقليمية مؤتمر سوتشي الذي كان مفصلاً أساسياً لنقل الأزمة السورية إلى الحل السياسي، أدرك الحليف الروسي والقيادة السورية والحلفاء أن الهدف الاستراتيجي للثنائي الأميركي-اليهودي هو الاستمرار في قيادة فلول المخربين لتحسين شروط هزيمتهم في ​سوريا​، ومن هنا نؤكد أن قرار تطهير الغوطة الشرقية كاملة هو الردّ الطبيعي على إفشال مؤتمر سوتشي، ومحاولات لاغتيال الأبرياء والمدنيين في شوارع دمشق لاستخدام هذا الدم في زواريب سياساتهم التدميرية في سوريا".

وتحدث حمدان عن "بعض المعوّقات الميدانية الزمنية وخاصة في مدينة "دوما" ومحيطها، بسبب حرص القيادة السورية على المواطنين المدنيين حيث يتغلغل بينهم إرهابيو أميركا ويتّخذونهم كرهائن بشرية، إلا أن الغوطة لا شك أنها ستتحرّر من بؤر الإرهاب وتعود خضراء ضمن خريطة الجمهورية العربية السورية الواحدة موحّدة". وقال: "أما بعد الغوطة فالتقدير الاستراتيجي يشير إلى أن الأميركي واليهودي وأدواتهم الإقليمية سيعودون إلى منطق التفاوض، لأن استمرار الانتصارات السورية بدعم روسي سيفقدهم الكثير من الأوراق السياسية والمصالح ليس فقط في سوريا إنما على صعيد المنطقة العربية ككلّ".