علق المحلل العسكري يوسي ميلمان في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية على كلام ضابط إسرائيي عن وجوب اغتيال الأمين العام لـ"​حزب الله​" ​السيد حسن نصرالله​ في حرب مقبلة مع ​لبنان​، معتبراً أن "هذا الكلام ثرثرة لا لزوم لها".

ولفت إلى أنه "إذا نجحنا في الحرب المقبلة في اغتيال السيد نصر الله ففي رأيي هذا حسم ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو - من أعطى هذا المسؤول الكبير صلاحية قول كلام كهذا؟"، مشيراً إلى أنه "يكشف ​الجيش الإسرائيلي​ الذي يتمتع بدائرة علاقات عامة هي الأكثر تقدماً في إسرائيل، من حين إلى آخر عن وحدات وأسلحة بواسطة وسائل الإعلام وهذا الأسبوع جاء دور الذراع البرية، فقد حضر ضابط كبير في هيئة الأركان العامة حلقة دراسية للمراسلين العسكريين وأعطى تفاصيل تتعلق بقدرات سلاح البر العملانية والتكنولوجية، مثل استخدام ​طائرة​ شراعية انتحارية، وطائرات من دون طيار، وأيضاً تفاصيل تتعلق بالاستعدادات للمواجهة المقبلة".

ولفت إلى أن "سلاح البر يتحمل دائماً عبء القتال والحجم الأكبر من المصابين، وهذا سيحصل وربما على نحو أكبر، في الحرب المستقبلية التي لا يريدها أحد لكن يمكن أن تبدأ بسبب حادث بسيط يقع على الحدود" ورأى أنه "في أحاديث ونقاشات مع الصحافيين، يكشف كبار المسؤولين القليل من الخطط ومن سيناريوهات الحرب المقبلة. وهم يريدون التباهي وإثارة الإعجاب والتفاخر، وتتكرر في أغلبية الملخصات الصحافية مسألة المعركة المقبلة، لا فقط كيف ستدور، بل ماذا ستكون أهدافها، وماذا يعني الكلام عن ضرورة تحقيق الحسم، وما الذي يمكن اعتباره انتصاراً".

وأشار إلى أنه "لا شك في أن نصر الله مصيره الموت. ولن يذرف أي إسرائيلي وعدد كبير في العالم السني دمعة إذا انتقل إلى العالم الآخر. لكن، قرار تحويل الأمين العام لحزب الله إلى هدف للاغتيال هو في يد المستوى السياسي وليس العسكري، وبالتأكيد ليس في يد ضابط هو واحد من مجموع 20 لواء في الجيش"، معتبراً أن "مثل هذا الكلام يؤدي فقط إلى زيادة التوتر بين الطرفين، وتحديداً في الوقت الذي لا مصلحة لإسرائيل في ذلك. ويمكننا أن نتوقع أن حزب الله ونصر الله سيردّان على ذلك".

وأضاف: "يمكننا أن نقدر اليوم أن نصر الله لا يشكل هدفاً للاغتيال بالنسبة إلى إسرائيل. فقد تعلمت إسرائيل منذ سنوات الدرس من اغتيال سلفه ​عباس الموسوي​ سنة 1992، ففي أعقاب ذلك قام حزب الله بمساعدة ​إيران​ ب​تفجير​ سفارة إسرائيل في بوينس أيريس، وبعدها مركز الجالية اليهودية في ​الأرجنتين​. منذ ذلك الحين فهموا أن اغتيال زعيم تنظيم إرهابي متطرف يعمل ضد إسرائيل لا يخدم المصالح الأمنية أحياناً، لا بل يتسبب بأضرار، وأن ضرره أكبر من نفعه"، مشيراً إلى أنه "في تموز 2006 كان في المؤسسة الأمنية من فكروا باغتيال نصر الله المتغطرس، لكنه كان شديد الحذر ويعمل بصورة سرية ومنذ تلك الفترة وهو يخاف من اغتياله على يد إسرائيل ويقلل من ظهوره العلني".

وتابع: "حتى لو كان كلام الضابط الكبير يخدم الردع الإسرائيلي، فإنه أيضاً يمكن أن يثير توتراً وردّات فعل لا لزوم لهما ومن الأفضل أن نقلل من الكلام. وربما حان الوقت كي يقوم رئيس هيئة أركان الجيش بإغلاق أفواه الألوية في الجيش ويأمرهم بالكلام فقط في الأمور التي تدخل في مجال مسؤولياتهم."