رأت أوساط سياسية عبر صحيفة "الراي" الكويتية أن "توقيت العودة ​السعودية​ الى ​لبنان​ يعبّر في واقع الحال عن قرار تدعمه عواصم الثقل في العالم بعدم تقديم لبنان الى ​إيران​ عبر ترْكه من دون ظهيرٍ سعودي يبقى الأكثر قدرة على توفير عنصر التوازن الداخلي من خلال حلفاء المملكة وعلى رأسهم رئيس الحكومة سعد الحريري كما رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ الذي عاودت ​الرياض​ مدّ اليد له من ضمن مقاربةٍ بدت أقرب الى تفهُّم مسار الواقعية الذي يسْلكه وإن مع تَمسُّكها بوجوب ألا يعني ذلك تسليماً بمفاهيم تشكّل ضرباً للشرعية المؤسسات ولا استسلاماً ل​حزب الله​".

واعتبرت أن "لبنان مقبلٌ على مرحلةٍ من تكريس ربْط النزاع مع "حزب الله" داخلياً على البارد في ملاقاة الانتخابات النيابية التي يتم التعاطي معها خارجياً بوصْفها محطة مفصلية في سياق تعزيز مقومات الصمود بوجه الحزب وامتداده الإيراني من ضمن سياقٍ لا يمكن فصْله عن مجمل مسار المواجهة مع المشروع التوسّعي ل​طهران​ في المنطقة"، مشيرة الى أنه "في لحظة تبلور ملامح الحرب الباردة المستعادة بين ​الولايات المتحدة​ و​روسيا​ على رقعة شطرنج الأزمات المتشابكة من ​اوروبا​ الشرقية وشرق آسيا الى ​الشرق الأوسط​، وفي غمرة ما تشهده سورية من سباق القواعد العسكرية بين ​موسكو​ و​واشنطن​ وصراع القواعد بين إيران - "حزب الله" وبين اسرائيل التي تواصل استخدام لغة الحرب التي يشكّل لبنان هدفاً رئيسياً فيها، فإن من مصلحة الأخير استعادة المظلّة السعودية واستطراداً الخليجية - العربية، مع الدولية، على قاعدة تثبيت خطوط الدفاع داخلياً بانتظار تبلْور ملامح العواصف المحيطة به وبما يقطع الطريق على إدخاله في لعبة مقايضاتٍ قد يفرضها مسار الحلول لأزمات المنطقة متى دقّت ساعتها، كما على ضمّه الى ملاعب النار".