تؤكد اوساط سياسية بارزة في "الثنائي الشيعي" انه لا يمكن فصل الحراك الاميركي في المنطقة سياسياً وامنياً وعسكرياً من اليمن الى البحرين فالعراق فسوريا فلبنان عن ​التهديدات الاسرائيلية​ وعن السعي لترهيب لبنان نفطياً وحدودياً وعسكرياً والضغط على الدولة والرئاسات الثلاث للقبول بالشروط الاميركية- الاسرائيلية في ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية والقبول بجدار "امر واقع" صهيوني داخل الاراضي اللبنانية المحتلة.

وتشير الاوساط الى ان التدخل السعودي "المفاجىء" والعودة الى الارض اللبنانية وعلى ابواب الانتخابات النيابية وفي ظل "معمعة" التحالفات وحسابات الخسارة والربح على "القلم والورقة" ومن بوابة "الندم" على تعنيف "الولد البار"، لـ"ولاة الامر" اي رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ بعد ازمة احتجازه في ​السعودية​ خلال تشرين الثاني الماضي واهانة لبنان و​الطائفة السنية​ وموقع رئاسة الحكومة، لن يمر على احد ولن ينطلي حتى على فريق رئيس الحكومة والذي شعر بالمهانة مجدداً امس الاول بعد تأخير لقاء الرئيس الحريري مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لاكثر من 36 ساعة رغم ان الزيارة الحريرية للسعودية مخصصة حصراً للقاء الملك وولي عهده.

وتقول الاوساط الى ان كل الحملات والتهديدات الاميركية والاسرائيلية والضغط على الخصوم والحلفاء لحشد كل الطاقات في وجه لوائح ​حزب الله​ وامل والحلفاء في 8 آذار واستنفار كل الطاقات السياسية والامنية والعسكرية والاعلامية وفرض العقوبات المالية والاقتصادية للتضييق على حركة النواب والوزراء والمرشحين في لوائح المقاومة وحلفاءها يهدف الى ايجاد "تحالف" هجين ومعاد لخيار المقاومة والتخفيف من وهج انتصارات المقاومة في الامن والعسكر والسياسة والانماء وتوظيفه انتخابياً لمنع حصد كتلة متراصة من 27 مقعد شيعي صرف يضاف اليها 20 مقعداً من حلفاء حزب الله وامل كالوزير ​طلال ارسلان​ والوزير ​سليمان فرنجية​ والحزب القومي وشخصيات سنية واحزاب لم تتمكن منذ العام 2005 من العودة الى البرلمان كالنائب السابق ​اسامة سعد​ والنائب السابق جهاد الصمد والوزير ​فيصل كرامي​ وجمعية الاحباش والعلويون وغيرهم من الشخصيات و​القوى الوطنية​ السنية والدرزية والمسيحية هذا بالاضافة الى عدم اضافة المقاعد التي سيحصل عليها ​التيار الوطني الحر​ بالتحالف مع شخصيات مسيحية مستقلة واحزاب ك​الطاشناق​ وغيره.

وتلمح الاوساط الى ان التفاهم بين حزب الله والتيار في الاستراتيجيا وحماية مشروع المقاومة والعداء لاسرائيل ومشاريعها والمخططات الاميركية التوسعية والتفتيتية صامد وسيكون خط "الدفاع الاول"، رغم "براغماتية" رئيس التيار ​جبران باسيل​، لأن مصلحة حزب الله والتيار عدم خسارة هذا الاتفاق الوطني وما يوفره من غطاء ماروني- شيعي للمقاومة ومشروع الدولة القوية والرئاسة القوية.

وتشير الاوساط الى ان اولى اشارات التدخل الاميركي في الانتخابات النيابية بدأ منذ اشهر من خلال الاسئلة التي طرحتها السفيرة الاميركية في ​بيروت​ على بعض المسؤولين والسفراء والشخصيات النيابية والوزارية وبعضهم على علاقة طيبة مع حزب الله و​حركة امل​ وكل الاسئلة كانت متعلقة بالملف الانتخابي والتحالفات وحجم حصة حزب الله والشيعة في البرلمان الجديد ومن سيحصل على اكثرية واقلية وهذه الاسئلة اعاد طرحها اخيراً كل من نائب وزير الخارجية الاميركي ​ديفيد ساترفيلد​ ووزير الخارجية ​ريكس تيلرسون​ خلال لقاءاتهما اللبنانية.

وتؤكد الاوساط ان الثنائي الشيعي وحلفاءه يربطون بين المساعي الاميركية للتدخل بالانتخابات النيابية وتحجيم دور وحصة حزب الله وحلفاءه بالمساعي السعودية المستجدة للقيام بالامر ذاته على الساحة اللبنانية. وتشير الى توفر معلومات عن "امر عمليات" اميركي الى السعودية والى حلفاءهما في لبنان لايجاد "ضباط ارتباط" لبنانيين يقومون بمهمة التنسيق لايجاد تحالف انتخابي وسياسي للقيام بهذه المهمة مع رصد مبالغ سعودية كبيرة للانفاق الانتخابي والاعلامي للهجوم على حزب الله ورموزه وحلفائه وبعض الشخصيات البارزة المتحالفة معه.

وتلفت الاوساط الى ان فريقنا الوطني وعلى رأسه امل وحزب الله وكل الاحرار في لبنان وفي محور المقاومة لن يفرطوا بالمقاومة وانجازاتها ولن يسمحوا بضرب المقاومة من "بيت ابيها".

وتكشف ان مسؤولي ​الماكينات الانتخابية​ ومسؤولي المناطق الحزبيين في "الثنائي الشيعي" بدأوا بسلسلة من اللقاءات الانتخابية والسياسية مع القاعدة الجماهيرية من غير الحزبيين والقاعدة الحزبية للعمل بأقصى طاقة لتحفيز الناس وجماهير المقاومة وحركة امل والامام الصدر والتصويت الكثيف ورفعه الى حدود التسعين في المئة كي يكون الحاصل الانتخابي في كل دوائر الجنوب و​البقاع​ مرتفعاً وبذلك لن يمكن احد من خرق لوائح امل وحزب الله او المس بأي مقعد شيعي على لوائحهما وذلك بعد معالجة بعض الحالات الاعتراضية في مناطق التماس الشيعية في ​البقاع الغربي​ وجبيل و​البقاع الشمالي​ والتي جرى العمل على تضخيمها اعلامياً لاسباب باتت معروفة الاهداف والمصدر. وتؤكد الاوساط ان الحملات الاميركية والصهيونية والسعودية استفزت جمهور المقاومة وشدت العصب الشيعي واستنفرت حلفاءنا في 8 آذار والذين يتحضرون لمجموعة من الندوات والنشاطات والتحركات المؤكدة لرفض التمويل الخارجي المشبوه لبعض القوى الداخلية ولتأكيد على خيار المقاومة والعروبة وحماية سوريا وايران وللتصدي للابواق الاميركية والسعودية سياسياً واعلامياً وبجرعات متصاعدة من الاثنين المقبل وصعوداً حتى موعد الانتخابات.