أشار البطريرك الماروني مار نشارة بطرس الراعي إلى أنه "يُسعدنا أن نختتم معًا سنة الشهادة والشّهداء التي بدأناها في عيد أبينا القدّيس مارون، في 9 شباط من العام الماضي، وقد شئناها سنة يوبيلية نتذكّر فيها شهداء كنيستنا المعروفين وغير المعروفين، بعد مرور ألف وخمسماية سنة على استشهاد الرّهبان تلاميذ ​مار مارون​ الثلاثماية والخمسين، وفي سنة 517، دفاعًا عن إيمانهم الكاثوليكي المُعلَن في مجمع خلقيدونية (451)، الذي أثبت أنّ في شخص ابن الله، ​يسوع المسيح​، طبيعتَين كاملتَين، إحداهما إلهيّة والثانية بشريّة".

وفي عظته في ختام سنة الشهادة والشهداء، توجه بالشكر إلى الله على "ما أفاض من نِعَم علينا وعلى المؤمنين، الذين كرّموا شهداءنا القديسين، وشهود الإيمان، بصلواتهم وزياراتهم التقويّة إلى المعابد والمزارات، وعلى كنيستنا ووطننا"، معرباً عن شكره أيضاً لـ"اللّجنة البطريركيّة التي نظّمت إحتفالات هذه السّنة اليوبيليّة برئاسة المطران منير خيرالله، وقد ذكرنا بصلواتنا أخواننا المسيحيّين الذين سقطوا ضحايا الإعتداءات باسم الدّين في بلداننا المشرقيّة، وذكرنا معهم كلّ الضّحايا البريئة التي دفعت معهم جزية الدمّ، لمصالح الدول السّاعية إلى مكاسبها الاقتصاديّة والسّياسيّة والاستراتيجية"، قائلاً: "نحن نصلّي كي تغسل دماء الأبرياء، بقوّة دم الفادي الإلهي، الشّر الكامن في قلوب أمراء الحروب، وأن تكون مصدر حياة جديدة لأوطانهم".

وأشار إلى أننا "تذكّرنا الشّهداء الذين سقطوا على أرض وطننا لبنان منذ بداية حرب 1975 حتّى اليوم، وسألنا الله أن يجعل دماءهم فداءً عن الوطن وشعبه ومؤسّساته، والتمسنا نعمة الإلتزام بمسلكٍ جديد نبني به ما تهدّم من كياننا واقتصادنا، ومن قيمنا الرّوحيّة والأخلاقيّة والوطنيّة، فإنّ دماءهم تستصرخنا جميعًا لأنّهم "ماتوا لنحيا نحن". وصلّينا كي ينعم الله على بلادنا برجالات دولة مسؤولين يبنون ولا يهدمون، يعملون لقيام الدّولة وازدهارها، لا للمكاسب الرخيصة، الخاصّة والفئويّة، على حساب الخير العام".

وشدد على أنه "لا يمكن القبول بأن يخضع أبناء شعبنا لاستشهاد اقتصادي يضعهم في حالة فقر وحرمان، ولاستشهاد اجتماعي يحرمهم من حقوقهم الأساسيّة في المأكل والمسكن والتّعليم وفرص العمل، والدّواء والعناية الصّحيّة، والماء و​الكهرباء​ والبنى التّحتيّة"، معتبراً أنه "لا يجدي نفعًا دقَّ ناقوس الخطر من قبل المسؤولين السّياسيّين، بل عليهم أن يبادروا إلى استئصال ​الفساد​، وإيقاف الرّشوة وسرقة المال العام وهدره، وفرض الخوّات".