رأت اوساط "الديار" ان "زيارة الموفد السعودي ​نزار العلولا​ لبيروت تركت ارتياحاً كبيراً لدى جهات وخصوصاً في معراب حيث اعتبر الزائر السعودي انه رب البيت وما يعنيه الامر على صعيد تشكيل التحالفات واعادة صياغتها بما يتناسب مع تطلعات ​السعودية​ من خلال جمع شمل حلفائها، ولكنها في الوقت نفسه تركت انزعاجاً وصل الى حدود الغضب لدى رئيس "​الحزب التقدمي الاشتراكي​" النائب ​وليد جنبلاط​ كون السعودية اسقطته من "اجندة" اللقاءات التي اجراها العلولا على الرغم من محاولته ترميم العلاقة معها التي انهارت يوم الاطاحة بحكومة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ الاولى ووصول رئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​ الى رئاسة الحكومة بمساع من جنبلاط الذي اعلن يومذاك انه وميقاتي في مركب واحد، ولم تفلح الزيارات المكوكية التي قام بها الوزير ​وائل ابو فاعور​ الى السعودية ومصحوباً احياناً بنجل وليد جنبلاط، تيمور ان تعيد الامور الى مجاريها بين المختارة والرياض على الرغم من العلاقة المعروفة بين الوزير السابق وائل ابو فاعور ومدير المخابرات السعودية خالد الحميدان الا انها خففت الكثير من التوتر بين الفريقين وجاء تجاهل العلولا لجنبلاط ليثبت ان الطريق الى الرياض ليست سالكة وان مساعي ابو فاعور لجهة تبريد السخونة اطاحت فيها مواقف لجنبلاط وصلت الى مسامع السعودية.

ولفتت الاوساط الى ان "جنبلاط حاول استكشاف ما يجول في العقل السعودي في المرحلة الراهنة موفداً ابو فاعور الى سفارة السعودية لمعرفة سبب تجاهله خصوصاً وان المرحلة موسم انتخابات ويشكل ​حساسية​ مفرطة لدى الزعيم الدرزي الحريص على انتقال الزعامة الجنبلاطية بهدوء الى نجله على قاعدة الانفتاح على الجميع ومن زاوية "صفر عداوة مع احد" وقد التقى ابو فاعور العلولا الذي كان صريحاً في شرح موقف المملكة التي تعتبر وصف جنبلاط للحرب على اليمن بأنها "عبثية" عدائي وان السعودية اعطت للزعيم الدرزي الكثير الكثير ولم يبادلها الود كما هو مفروض لا بل ترى السعودية ان جنبلاط يضع رجلاً في البور واخرى في الفلاحة من خلال توزيع الادوار بين ابو فاعور المكلف جنبلاطياً بارضاء السعودية وبين الوزير ​غازي العريضي​ الذي يلعب دور الحفاظ على العلاقات الحسنة مع "​حزب الله​" وايران وان السعودية غاضبة من كلام العريضي بمناسبة وبغير مناسبة بأن "الكثير من الجيوش هزمت على ابواب اليمن" وهو موقف اكثر عدائية من "العبثية"التي ساقها جنبلاط.