علمت "الأخبار" من مصدر مواكب، ان "الرياض لم تطلُب اصطفافاً سياسياً صدامياً يُعيد إلى الأذهان مشهد عامَي 2005 و2009 ولم تطلب مواجهة ​حزب الله​ بالقوة، بل قرّرت أن تتعامل مع الساحة اللبنانية بشكل ناعم، بما يُعيد التوازن الذي يمنع حزب الله وحتى التيار الوطني الحرّ من السيطرة على مفاصل الدولة".

ولم يكُن صدفة أن توقيت التحرك السعودي باتجاه الحريري أتى قبل الإعلان النهائي عن طبيعة التحالفات التي يرسِمها ​تيار المستقبل​ لخوض ​الانتخابات التشريعية​.

وفيما ذكر مسؤولون في المُستقبل أن ​السعودية​ "طلبت من رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ عدم التحالف مع التيار الوطني الحرّ، وتحديداً في دوائر بيروت الأولى وزحلة وصيدا - جزين"، ذكرت مصادر أخرى في التيار الأزرق أن السعودية لم تلزم الحريري بأي خيارات انتخابية، داعية إلى عدم القفز إلى أي استنتاجات متسرعة منذ الآن.

من جهتها، أكدت قيادات في تيار المستقبل أن زيارة رئيس كتلة "المستقبل" النائب ​فؤاد السنيورة​ في دارته في بلس (بيروت) كانت مقررة قبل زيارة السعودية. وأشار آخرون إلى أن هذه الزيارة وإعادة ترشيح رئيس الحكومة الأسبق للانتخابات عن دائرة صيدا ــ جزين، هي نتاج الرحلة السعودية، وقال هؤلاء إن مبادرة الحريري، استناداً إلى "الهمس السعودي"، محاولة تعويض ونوع من الاعتذار عن تعاطي الحريري معه طوال الفترة السابقة. وأشاروا إلى أن هذا الجو كان قد بلغ السنيورة عبر ​نزار العلولا​.