لم يتوصل «​حزب الله​» و«​التيار الوطني الحر​» الى التفاهم حول المقعد الشيعي في جبيل... امام هذا الواقع لم يملك الحزب الا خيار تشكيل لائحة انتخابية مستقلة من شخصيات مسيحية اساسية ووازنة وخوض ​الانتخابات​ ضد التيار في دائرة «جبيل - كسروان»، وتعميم هذا الفراق الانتخابي في دائرتي بعبدا و«بعلبك - الهرمل» ايضا.

وفي التفاصيل، ان حزب الله كان قد اتفق مسبقا وقبل ترشيح الشيخ حسين زعيتر مع شخصيات مسيحية وازنة لخوض الانتخابات في دائرة «جبيل - كسروان» اذا لم يتفاهم انتخابيا مع «الوطني الحر»، علما ان الافضل للحزب وفق كل التقديرات كان خوض المعركة في هذه الدائرة من دون التحالف مع التيار، ولكنه ربما تريث حتى لا يخضّ تفاهم «مار مخايل».

ولكن، بعد فشل المفاوضات مع العونيين على المقعد الشيعي في جبيل والتي عرقلها بالاسم وفقا لمعلومات موثوقة وزير الخارجية ​جبران باسيل​ والنائب ​سيمون ابي رميا​، اكد قيادي بارز في حزب الله بان الحزب وبتكليف مباشر من امينه العام السيد حسن نصرالله حسم قراره بعدم التحالف نهائيا مع «التيار الوطني الحر» في اية دائرة انتخابية، مشيرا في هذا السياق الى ان الحزب بصدد انهاء لائحته في دائرة «جبيل - كسروان» تحديدا خلال اليومين المقبلين على ابعد تقدير من دون ان يكشف عن اسماء المرشحين او انتماءاتهم.

اما على صعيد دائرة بعبدا، فان المحسوم وفقا للقيادي توجه الحزب الى تشكيل لائحة مستقلة وخوض الانتخابات ضد التيار، في حين ان رد الصاع صاعين لباسيل سوف يكون في دائرة «بعلبك - الهرمل» حيث اكد القيادي بان الحزب حسم قراره بترشيح النائب السابق الدكتور طارق حبشي عن المقعد الماروني الشاغر على اللائحة.

وفي التفاصيل ايضا، تشير المعلومات الى ان «التيار الوطني الحر» قرر بشخص رئيسه جبران باسيل التحالف انتخابيا مع ​تيار المستقبل​ على قاعدة أن التحالف معه يؤمن له 26/27 نائبا، في حين ان تحالفه مع حزب الله يؤمن له بالحد ​الاقصى​ 21 نائبا، ولكن المصيبة «اذا صح التعبير» وقعت حين انسحب المستقبل من تفاهمه مع باسيل، رافضاً أي تحالف مع الحليف الاستراتيجي لحزب الله لانه سوف يوسع كتلة الثنائي الشيعي في البرلمان المقبل والمقدرة بـ27 نائبا.

بناء على ما تقدّم، حاول التيار الوطني الحر تصحيح موقفه والعودة الى احضان حزب الله من دون ان تنجح محاولاته، لا سيما وان تقديرات الحزب تشير الى فوز لائحته الانتخابية المستقلة في دائرة «جبيل - كسروان» وخرقه الوطني الحر في عقر داره من دون منّة من احد.