لفت وزير الدولة لشؤون ​المرأة​ ​جان اوغاسابيان​ في كلمة له خلال مؤتمر بعنوان "خبرات النجاح : سيدات صانعات القرار وتفاعل المرأة مع ال​سياسة​" إلى أنه "يشرفني ان أكون هنا بينكم في هذا المؤتمر وقد شاركت في مؤتمرات عدة خلال هذا الاسبوع والامور مستمرة على هذا النمط وأنا مرتاح جدا ومسرور لما يحدث لأننا بحاجة بالفعل في لبنان، في قضية المرأة التي انطلقت، وقد تمكنا من تفعيلها بعد سنين من النشاطات والإنجازات التي تحققت عبر الجمعيات الخيرية وغيرها، وجمعيات المجتمع المدني غير الحكومية، والكثير من السيدات الفاضلات في لبنان اللواتي ناضلن لسنين طويلة حتى وصلنا الى هنا، وتأسست الوزارة وبات لدينا فريق عمل كامل وبات لدينا استراتيجيتنا وميزانيتنا ونحن نتعامل مع كل الجهات الدولية، مستفيدين من الخبرات التي حصلت في الماضي كي نعمل للمستقبل".

أضاف: "هذه الوزارة جديدة ولكن أود أن أقول لكم أن هذه الوزارة كأي وزارة أخرى مر على قيامها سنوات، ولدينا كل البنية التحتية لكي نتعامل ونتفاعل مع سبعة مشاريع قوانين قدمناها للحكومة أقرت ثلاثة منها وأحيلت الى المجلس النيابي، إضافة الى مشاريع تطبيقية كثيرة على الأرض".

وبعدما سرد قصة المهندسة نادين رستم إبنة العشرين سنة المتفوقة في اختصاصي الإتصالات والمعلوماتية التي قصدته من أجل مساعدة مادية كي تتمكن من السفر الى فرنسا لاستلام وظيفتها في شركة ال Airbus في تولوز في فرنسا ولجوءه في هذا الموضوع الى الرئيس سعد الحريري الذي أمن المبلغ المطلوب، تطرق الى قصة والدتها الأرملة التي لا تتقن القراءة والكتابة لأنها لم تذهب يوما الى المدرسة، والتي وبعد أن أدركت تفوق إبنتها نادين أخرجت إبنها من الجامعة وابنتها الثانية من المدرسة وانصرفوا الى العمل في الزراعة من أجل تأمين مصاريف دراسة نادين، قال: "لقد تأثرت كثيرا بإعطاء هذه السيدة التي لم تذهب يوما الى المدرسة الأولوية لتفوق ابنتها ولكونها لم تميز بين الصبي والفتاة، وهذا هو العالم كما أحب أن أراه".

أضاف: "المستقبل اليوم لم يعد يرتبط بذكر أو بأنثى، المستقبل هو للقدرات والإمكانيات ولإبداع الإنسان وإنتاجيته ولقدرته على العطاء. أنا لا أؤمن بمنطق أنه تقع على عاتق الأم مسؤوليات أكثر، كحماية العائلة وتربية الأطفال وتوجيه الاولاد ومتابعتهم في المدرسة وتكوين العائلة بشكل عام، ولكن هذه المسؤوليات تقع على عاتق الرجل على حد سواء، العاطفة والحنان والتوجيه والتربية والأعمال المنزلية، والمسؤوليات المتساوية داخل المنزل متساوية خارجه، والفرص في الخارج هي للأكفأ".

وتابع: "اذا كنت أطالب بأن يكون هناك نساء في المجلس النيابي، وقمنا كوزارة بحملة ومؤتمرات ودورات تدريب، نحن نكتب: نصف المجتمع .. نصف المجلس النيابي، وليس المقصود بذلك الناحية العددية، بل بالنصف من الإمكانات ، هذا المجلس النيابي الذي أنا عضو فيه منذ نحو تسعة عشر عاما يحتاج الى تصويب الأداء وتطويره وتفعيله والى إبداع وإنتاجية أكبر والى أفكار خلاقة، الى مقاربة جديدة للمسائل، طبعا هو بحاجة لكل هذا، ولكن نصف طاقات المجتمع المتوفرة في السيدات غائبة عنه".

وأردف: "بدل أن تستفيد المؤسسات الدستورية القائمة من كل الإمكانات البشرية الموجودة في البلد، تستفيد من نصف الإمكانات فقط، وبالتالي غياب المرأة ليس خسارة للمرأة، بل خسارة لمجلس النواب وخسارة للبنان وخسارة للوطن".

وقال: "أحببت أن أوجه هذه الرسالة اليوم كي أقول إن العالم هو للطاقات، للأفكار، لمثل هذه السيدة البعلبكية التي لا تتقن القراءة والكتابة، التي اختارت الأكفأ".