تحدثت اوساط دبلوماسية نافذة في بيروت في دوائر ضيقة عن تقاطع واضح بين الاندفاعة السعودية في اتجاه الساحة اللبنانية وجولة ولي العهد محمد بن سلمان الخارجية التي بدأت في مصر مرورا ببريطانيا وصولا الى زيارته المرتقبة الى واشنطن، وهو استعجل استدعاء رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، لانه بحاجة الى الحضور مجددا على الساحة اللبنانية، فملف ​حزب الله​ سيكون حاضرا على الطاولة خلال جولته، وتحتاج ​الرياض​ ان تكون حاضرة بقوة في لبنان، وليس كطرف منبوذ حتى ضمن البيئة السنية التي شعرت بالاهانة بفعل ما تعرض له زعيمها.

ولفتت تلك الاوساط في حديث إلى "الديار" إلى ان "الجديد الذي سمعه الحريري في السعودية، يرتبط بملف النزاع البحري مع ​اسرائيل​، ويتضح من الكلام السعودي وجود تنسيق عالي المستوى بين الرياض وواشنطن للضغط على لبنان للقبول بالتسوية الاميركية المعروضة لجهة حل الخلاف حول البلوك رقم 9".

وعلمت "الديار" ان الامير محمد بن سلمان حذر الحريري من مغبة التعنت وخسارة الوساطة الاميركية، والانجرار وراء حزب الله في معالجة هذا الملف الشائك والخطير، وفي رسالة بالغة الخطورة قال له صراحة، "اذا اندلعت الحرب هذه المرة لن تجدوا من يعيد اعمار لبنان، نحن في ​دول الخليج​ موقفنا موحد ولن نعيد تجربة عام 2006، وعليكم من الان ان تدركوا انكم لن تجدوا من يعوض خسائركم في العالم".

وفي هذا الاطار، اكدت تلك الاوساط، ان الحريري ابلغ بن سلمان انه ورئيس الجمهورية ​ميشال عون​ مقتنعان بضرورة التعاون مع الاميركيين في هذا الملف، ومستعدان لقبول التحكيم الدولي، لكن رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ متاثر بموقف حزب الله، وهو لن يقبل هذا الامر على ابواب ​الانتخابات​ النيابية! كما ان الرئيس عون لا يمكنه المضي في طرحه الى النهاية اذا ما اعترض حزب الله على هذا الحل، وقال صراحة انه لا يمكنه ان يتحمل مسؤولية تسويقه وحده لان تداعياته قد تكون سلبية اذا ما كانت النتائج في غير مصلحة لبنان، وهو لا يريد تحمل وزر اتهامه بالتفريط بالثروة الوطنية.