بعد أن قاد التحالف مع تيار "المستقبل"، في العام 2009، إلى فوز "​الجماعة الإسلامية​" بنائب واحد في المجلس النيابي هو النائب ​عماد الحوت​، يبدو أن قانون الانتخاب الجديد، الذي يعتمد النظام النسبي في 15 دائرة، فرض على الجانبين الافتراق في العام 2018، من دون تجاهل الظروف الإقليمية المتلبدة، نتيجة الخلافات السعودية القطرية، نظراً إلى أن الجماعة تعتبر الجناح اللبناني لحركة "الإخوان المسلمين".

في هذا السياق، يكشف مصدر مطّلع في "الجماعة الإسلامية"، عبر "النشرة"، انه حتى يوم أمس كان هناك 4 ترشيحات رسمية، هي النائب عماد الحوت عن دائرة بيروت الثانية، محمد شديد عن دائرة عكار، مسؤول الجماعة في الجنوب بسام حمود عن دائرة صيدا-جزين، وسيم علوان عن دائرة طرابلس-الضنية-المنية، لكن هذا لا يعني أنه لن يكون هناك ترشيحات إضافية في اليوم الأخير، حيث من المتوقع أن يكون لها بالحد الأدنى مرشح عن دائرة الشوف-عاليه اليوم.

بالانتقال إلى التحالفات السياسية المفترضة، يشدد المصدر نفسه على أن الجماعة كانت على تواصل مع معظم الأفرقاء، ويؤكد أنها لم تغلق الباب بوجه أحد دون استثناء، إلا أنه يوضح أن الخيارات تحسم في نهاية المطاف على ضوء نتيجة المفاوضات والمصالح المتبادلة، وينفي وجود قرار برفض التحالف مع "​حزب الله​" منذ البداية، إلا أنه يشير إلى أن لا تقاطع مصالح بين الجانبين في أي دائرة.

ويشرح المصدر المطلع في "الجماعة الإسلامية" أنه في دائرة النبطية-مرجعيون-بنت جبيل-حاصبيا لن يكون هناك مرشح، في حين أن في دائرة بعلبك الهرمل هناك "صديق"، وبالتالي لم يكن هناك من باب للتفاوض مع "حزب الله".

ويضيف: "في المناطق المذكورة نحن ليس لدينا مرشح، وفي بعلبك-الهرمل لدينا صديق فقط، وبالتالي لم يكن هناك من باب للتفاوض مع الحزب".

بالنسبة إلى "الطلاق" مع تيار "المستقبل"، الحليف السابق في الدورة السابقة، ينفي المصدر أن يكون السبب "فيتو" سعودي يمنع التحالف بين الجانبين، قائلاً: "لم نسمع مثل هذا الكلام من المعنيين في التيار"، لكنه يوضح أنه كان هناك موعداً محدداً للتفاهم لم يتم الأمر قبله، ويضيف: "نحن لا يمكن أن ننتظر حتى اللحظات الأخيرة لحسم واقعنا الانتخابي".

بناء على ذلك، يرجح المصدر نفسه أن يكون مرشح الجماعة في بيروت، النائب الحوت، ضمن لائحة العائلات البيروتية، التي تضم رئيس تحرير صحيفة "اللواء" صلاح سلام، ويلفت إلى أن المفاوضات قطعت شوطاً مهماً على هذا الصعيد، ويكشف أنها ستضم شخصيات من الشارع البيروتي ليست على صدام مع تيار "المستقبل".

بالنسبة إلى دائرة صيدا-جزين، حيث تملك الجماعة حضوراً بارزاً في عاصمة الجنوب، يوضح المصدر أن المفاوضات لا تزال قائمة مع بعض الأفرقاء، لا سيما "​التيار الوطني الحر​" والرئيس الأسبق لبلدية صيدا عبد الرحمن البزري، بالإضافة إلى حزب "القوات اللبنانية" ومرشحين مستقلين من جزين، معتبراً أن الأمور من المفترض أن تتبلور بشكل نهائي في المقبل من الأيام.

من ناحية أخرى، يبدو أن المفاجأة ستكون في دائرة طرابلس-المنية-الضنية، حيث يتحدث المصدر المطلع في "الجماعة الإسلامية" عن التوجه نحو تشكيل لائحة، بالتعاون مع بعض الشخصيات المستقلة في المدينة، لا سيما بعد أن حسم عدم التحالف مع رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والوزير السابق أشرف رفي والوزير السابق فيصل كرامي وتيار "المستقبل"، لافتة إلى أن التوجه هو إلى أن تضم 8 أو 9 مرشحين، في حين هي لا تزال تدرس خياراتها في دائرة عكار.