قد يكون المشهد الإنتخابي في دائرة صور-​الزهراني​ مختلفاً عن غيره من الدوائر الـ١٤ المتبقية، وذلك لناحية إنعدام المنافسة الحقيقية بين لائحة تحالف ​حزب الله​–​حركة أمل​ والمرشحين الآخرين، الذين، لن يكون من السهل أبداً جمعهم في لائحة واحدة لخلق منافسة حقيقية.

ففي الدائرة التي يترأس فيها لائحة الثنائي الشيعي رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ ٧ مقاعد، ٤ في صور و٣ في الزهراني، يتوزعون بين ٦ مقاعد للشيعة ومقعد للروم الكاثوليك.

أما عدد الناخبين فبلغ وفق آخر تحديث لوزارة الداخلية والبلديات ٣٠٤٢١٧ ناخباً، أكثر من ٨٠٪‏ منهم من الشيعة، حوالى ١٢٪‏ من المسيحيين ​الموارنة​ و​الروم الكاثوليك​، والباقي من السُنّة.

يؤكد خبراء الإحصاء أن المنافسة في هذه الدائرة غير قائمة أما الأسباب فمتعددة. السبب الأول، أنه من الصعب جمع المعارضين لتحالف حزب الله حركة أمل في لائحة واحدة، وهم رياض الأسعد، ​الحزب الشيوعي اللبناني​، آل الخليل، ​القوات اللبنانية​ و​التيار الوطني الحر​، وبالتالي فإن عدم إجتماع هؤلاء في لائحة واحدة يجعلهم غير قادرين على المنافسة كيف؟.

فبالأرقام من المتوقع أن يقترع في هذه الدائرة ما بين١٥٠٠٠٠ و ١٦٠٠٠٠ ناخب، ما يجعل الحاصل الإنتخابي فيها بين ٢١٠٠٠ و٢٣٠٠٠ صوت وهو رقم من الصعب أن تحصده لائحة رياض الأسعد القوات، أو لائحة التيار والقوات، أو أي لائحة أخرى قد يشكلها الحزب الشيوعي اللبناني. وفي هذا السياق، تكشف المعلومات أن خطة تحالف حزب الله–حركة أمل تتركز على رفع عدد المقترعين الى ١٨٠٠٠٠، وإذا حصل ذلك يصبح الحاصل الإنتخابي حوالى ٢٥٧٠٠٠ صوت، وهو رقم يصبح من سابع المستحيلات أن تحصل عليه أي لائحة منافسة للائحة الثنائي الشيعي.

لكل ما تقدم، يجزم خبير إحصائي أن دائرة صور–الزهراني، لا ولن تشهد منافسة حقيقية، لا بل إذا صح التعبير يمكن القول إن الإمور فيها تتجه الى تزكية لمصلحة اللائحة التي يترأسها بري، حتى لو فتحت صناديق الإقتراع وحصلت الإنتخابات شكلياً، كل ذلك لأن ما من لائحة ستجمع في صناديق الإقتراع حاصلاً إنتخابياً يسمح لها بإختراق لائحة الثنائي الشيعي بمقعد واحد. وحتى لو أن القانون الإنتخابي الجديد يرفع نسبة التصويت لا سيما لدى معارضي الحزب والحركة، فذلك لا يعني أن زيادة المقترعين ستعوض الفوارق القائمة بين الفريقين، فعلى سبيل المثال، حصل بري عام ٢٠٠٩ في دائرة الزهراني على 45305 أصوات، فيما لم يحصل رياض الأسعد على أكثر من 3574 صوتاً. وفي صور حصلت لائحة حزب الله –حركة أمل على أكثر من 93 بالمئة من أصوات المقترعين الشيعة، فيما لم يحصل المناوئين لهما على أكثر من 1.7 بالمئة من أصوات المقترعين الشيعة.

إذاً، المعركة في صور–الزهراني معركة حاصل إنتخابي. من يحصل عليه ضد حزب الله -حركة أمل يحقق المعجزة، فهل ستحقق هذه المعجزة؟.