أشار وزير البيئة ​طارق الخطيب​، في مؤتمر حول "ال​سياسة​ المستدامة للإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة"، إلى أنّ "منذ تشكيل هذه الحكومة، عملنا بتوجيهات رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ على إعداد سياسة مستدامة للإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة. وقد تمّ إنجاز هذه السياسة وإقرارها في جلسة مجلس الوزراء في 11 كانون الثاني الفائت"، موضحاً أنّ "أبرز أهداف هذه السياسة تأمين حل مستدام لإدارة ​النفايات​ الصلبة ومتكامل لجهة تضمّنه النفايات الخطرة وغير الخطرة، وشمول هذا الحل كلّ المناطق ال​لبنان​ية، إضافة إلى العمل على استرداد أكبر نسبة ممكنة من النفايات للإستفادة منها كمورد، عوضاً عن التخلّص منها في مطامر صحية أو مكبّات عشوائية، كما هي الحال اليوم"، لافتاً إلى أنّ "في المبادىء الّتي اعتمدتها السياسة، أصررنا على احترام المبادىء البيئية والاجتماعية والاقتصادية والحوكمية المنصوص عليها في قانون حماية البيئة 444/2002".

وركّز الخطيب، على "أنّنا اعتمدنا اللامركزية الإدارية في إدارة النفايات على قاعدة جعل الإدارات المحلية مسؤولة عن إدارة نفاياتها ضمن مشاريع مجدية إقتصاديّاً وبيئيّاً، وذلك على نطاق بلدية أو مجموعة بلديات أو اتحاد بلديات، على أن تستكمل هذه المشاريع المحلية بمشاريع مركزية إذا برزت لها الحاجة"، منوّهاً إلى أنّ "السياسة حرصت على تأمين التنافسية والإبتكار وروح المبادرة من خلال اعتماد جميع التكنولوجيات الّتي أثبتت فعاليتها عالميا، اضافة الى تعميم ثقافة المسؤولية المشتركة في الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة".

وبيّن أنّ "هذه السياسة أحاطت موضوع الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة من جوانبه كافة: الجانب المالي لجهة مصادر التمويل وكيفية استرداد الكلفة، الجانبين المؤسساتي والقانوني، بما في ذلك الإجراءات القانونية لردع الكب العشوائي وتغريم المخالفين، والجانب الفني، بما في ذلك الخطوات الفورية فسعي إلى منع عودة النفايات إلى الطرقات من خلال تأهيل معملي الفرز في ​الكرنتينا​ والعمروسية، وانشاء معمل ل​معالجة النفايات​ في منطقة الغدير. والجانب التوجيهي، لجهة تعزيز التثقيف حول السلم الهرمي لإدارة النفايات".

ولفت الخطيب إلى أنّ "السياسة تضمّنت خطوات إجرائية لا بد من اتخاذها والقيام بها لتطبيقها، بدءا بإجراءين أساسيين: تشكل لجنة مشتركة من القطاعين العام والخاص و​المجتمع المدني​، برئاسة ​وزارة البيئة​، لمتابعة تنفيذ هذه السياسة - 8 أعضاء من القطاع العام و5 من القطاعين الخاص والاكاديمي والمجتمع المدني، وها هم أعضاء اللجنة موجودون معنا اليوم في هذا المؤتمر، كما في المؤتمرات السابقة التي عقدناها في المحافظات الأخرى".

وشدّد على انّ "وزارة البيئة ترسل استمارة مفصلة للبلديات تتضمن كل مراحل إدارة النفايات، أي التخفيف والفرز من المصدر، اعادة الاستعمال، الفرز، المعالجة، والتخلص النهائي، كي تقوم البلديات بتحديد المرحلة التي هي قادرة على الوصول إليها. وبدأ توزيع هذه الاستمارات، وستوزع عليكم اليوم نسخ إضافية، على أن تملأ البلديات هذه الاستمارة خلال مهلة شهر، وأن تقوم البلديات التي أبدت رغبة بإدارة المراحل الاخيرة، أي المعالجة و/أو التخلص النهائي، بالتقدم خلال مهلة شهرين باقتراحاتها بهذا الشأن إلى اللجنة المذكورة".

وأشار الخطيب إلى أنّ "تسهيلا للتواصل بشأن هذه السياسة، عممت الوزارة بريدا الكترونيا يمكن للمهتمين استخدامه لتوجيه أي أسئلة أو اقتراحات حول هذا الموضوع، والتي يمكن أيضا طرحها خلال المؤتمر، على أن تتم الإجابة عليها في آخر المؤتمر. وانطلاقا من مبدأ مشاركة الجميع في صنع القرار، لا سيما أصحاب الشأن والمعنيين منهم، وبعيدا عن المنطق الفوقي في فرض الحلول والتي قد لا تصب في مصلحة الناس، قررنا عقد سلسلة من المؤتمرات لجميع الشركاء لمناقشة هذه السياسة والاستفادة من هذه النقاشات في بلورة خطة العمل التفصيلية لقطاع النفايات، كما نصت عليه الفقرة السادسة من ملخص السياسة".

وأوضح "أنّنا عقدنا المؤتمر الأول لبلديات ​بيروت​ وجبل لبنان و​كسروان​ - جبيل في 16 شباط الحالي، والمؤتمر الثاني لبلديات لبنان الجنوبي و​النبطية​ في 28 منه، وها نحن اليوم مع بلديات لبنان الشمالي وعكار، لننتقل إلى بلديات ​البقاع​ و​بعلبك​ - ​الهرمل​ في 14 من هذا الشهر، على أن يلي ذلك، مؤتمر مخصص للجمعيات البيئية في 19 من هذا الشهر، ومؤتمر أخير للقطاعين الخاص والاكاديمي في 28 منه".

وخأكّد الخطيب "أنّنا نعول مرة جديدة على أصحية دور البلديات في هذه السياسة اللامركزية، وإننا كوزارة بيئة وكلجنة اشراف على السياسة المستدامة مستعدون وجاهزون لمساعدة أي بلدية فنيا وتوجيهيا، لا سيما أن الموضوع المالي للمرحلة الأولى من المعالجة لم يعد يشكل عائقا، إذ أن الادارات المعنية تعمل على تحويل الأموال الى الصندوق البلدي المستقل الذي بدوره يحول لكل بلدية مستحقاتها. فلكم كبلديات كل الآمال بنجاحكم في إنجاز مهامكم، ولفريق عمل وزارة البيئة الذي عمل على الإعداد لهذه المؤتمرات كل الشكر على جهودهم. فلنعمل جمعيا وبمسؤولية وطنية عالية للحفاظ على بيئة نظيفة وطبيعة غير مشوهة".