أكد مطّلعون لـ"الجمهورية" أنّ الاهتمام السعودي بلبنان سترتفع وتيرتُه سياسياً ودبلوماسياً في قابل الأيام والأسابيع في ضوء زيارة الموفد السعودي ​نزار العلولا​ الثانية القريبة لبيروت في وقتٍ لاحق من الشهر الجاري على الأرجح، حيث سيستكمل خلالها اللقاءات التي كان ينوي عقدَها في زيارته الأولى وحالَ دونها سفرُه الاضطراري الى ​الرياض​ يومها ليكونَ في استقبال رئيسي الحكومة ​سعد الحريري​ لدى وصوله إليها. والرياض، حسب بعض زوّارها، تتطلع إلى أن يكون موسم الانتخابات النيابية محطّةً في اتّجاه تعزيز الاستقرار في لبنان، عبر بناء سلطة جديدة متوازنة تعيد الثقة بهذا الوطن الصغير وتجدّد دورَه الريادي على المستويَين العربي والدولي.

وأكّد بعض الذين اطّلعوا على أجواء محادثات الحريري مع المسؤولين السعوديين، وعلى رأسِهم الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الامير محمد بن سلمان، أنّ الرياض دعمت توجُّهَه السياسي وشجّعته على الانفتاح على مختلف المكوّنات السياسية ضِمن ما كان يسمّى فريق ​14 آذار​ وخارجه، باستثناء الأفرقاء الذين تسود خصومةٌ بينه وبينهم، وتالياً بين هؤلاء الخصوم وبين السعودية، وهي خصومة ترتبط بنحوٍ أو آخر بالأزمات والحروب الدائرة في بعض دول الإقليم والتي لا حلّ لها في الأفق قريباً، لأنّ ما يحصل حالياً يشِي باتّجاه هذه الأزمات إلى مزيد مِن التصعيد الذي قد يسبق حلولاً يجري تحضيرُها في بعض الدوائر الإقليمة والدولية.

وأفادت المعلومات أنّ الحريري قد يَستثني من انفتاحه السياسي بعضَ القيادات والقوى التي يَعتبرها معارضىةً له، داخل بيئته وخارجها، في اعتبار أنّ بينها من ينافسه ضِمن هذه البيئة وعلى المستوى الوطني العام.