يبدو أن قانون الإنتخاب الجديد، الذي يعتمد النظام النسبي في 15 دائرة، شجع العديد من الشبان على خوض هذا الإستحقاق، بالرغم من سيطرة الأحزاب الكبرى على عملية تأليف اللوائح، لكن في المقابل دفع العديد من الشخصيات التاريخيّة في الحياة السياسية ال​لبنان​ية إلى إعادة الترشح بالرغم من تقدمها في السن.

في هذا السياق، علمت "النشرة" أن المرشح الأكبر سناً في الإنتخابات المقبلة هو النائب السابق مخايل الضاهر، الذي يخوض المعركة الإنتخابية عن المقعد الماروني في دائرة عكار، في حين أن المرشح الأصغر سناً هو محمد شاتيلا عن المقعد السني في دائرة بيروت الثانية، وكانت تنافسه على هذا اللقب المرشحة عن المقعد السنّي في دائرة عكار غولاي الأسعد، وهي المرشحة الأصغر سناً عند الإناث.

في حديث لـ"النشرة"، لا ينفي شاتيلا أن طرح اسمه من قبل "​حركة شباب لبنان​"، التي ينتمي إليها، كان بالنسبة له مجرد "مزحة"، لكن بعد تواصله مع أبناء عائلته شعر بأن هناك تشجيعاً كبيراً له من جانبهم، الأمر الذي دفعه إلى الترشح رسمياً.

ويشدد شاتيلا، مواليد 5 تشرين الثاني 1992، على أن معاناة المواطنين هي الدافع الأول لقرار خوضه غمار الحياة السياسية، بالإضافة إلى عدم وفاء الطبقة السياسية الحالية بالوعود التي قطعتها للناخبين، ويتحدث عن تجربته في العراق، الذي أقام فيه نحو 4 سنوات بحكم عمله، ويلفت إلى أن هذا البلد، رغم كل المعاناة التي مرّ بها في السنوات الأخيرة، نجح في تحقيق إنجازات نوعية ما بين عامي 2009 و2013، وبالتالي لا شيء يمنع من القيام بذلك في لبنان.

ويؤكد شاتيلا أن هناك تفاعلاً من قبل المواطنين معه، ويضيف: "في الحياة هناك الفوز والخسارة، وبعض الزعماء السياسيين خسروا أكثر من دورة قبل أن يدخلوا الندوة البرلمانية"، ويكشف عن أنه درس العلوم المصرفية والتمويل ويعمل في شركة أدوية فرنسية عالمية.

بالإضافة إلى شاتيلا، تبرز المرشحة غولاي الأسعد عن أحد المقاعد السنية الثلاثة في دائرة عكار، من مواليد العام 10 تموز 1992، وهي الأصغر سناً عند الإناث، مجازة في العلاقات الدولية والعلوم الدبلوماسية، وعضو المكتب السياسي في "حزب 10452"، وتشير، في حديث لـ"النشرة"، الى أنها تخوض الإنتخابات على أساس برنامج إنمائي سياسي، خصوصاً وأن الأوضاع في عكار لا تزال كما هي منذ سنوات، بينما الشبّان الذين يتخرجون من الجامعات لا يجدون فرص عمل لهم، وتضيف: "عكار لا تزال مهمّشة وفي كل مرة يعدون بالتغيير نعود إلى الوراء، واليوم نحن بحاجة إلى شبان من كل الفئات الإجتماعيّة يشعرون بالمواطنين ويريدون العمل بشكل جدي".

بالنسبة إلى خوضها المنافسة في الدائرة نفسها مع المرشح الأكبر سناً، تشير إلى أن النائب السابق الضاهر في العمل السياسي منذ سنوات طويلة، وهو يملك الأساس والحضور السياسيين، لكن من الجميل أن يكون أيضاً للفئات الشابّة هذا الحضور والشعبية كي تنجح في الوصول إلى الندوة البرلمانية.

في الجهة المقابلة، المرشح الأكبر سناً هو النائب السابق مخايل الضاهر من مواليد 10 آب 1928، حاصل على إجازة في القانون ودراسات عليا في الحق الخاص، وعمل محامياً في الإستئناف منذ العام 1954، في حين كان منافسه على هذا اللقب رئيس ​اللقاء الاسلامي الوحدوي​ ​عمر غندور​، المرشح عن المقعد السني في دائرة بيروت الثانية، بينما الأكبر سناً عند الإناث هي المرشحة عن المقعد الماروني في دائرة كسروان-جبيل النائب الحالي جيلبيرت زوين.

دخل الضاهر الندوة البرلمانية للمرة الأولى في العام 1952، حيث انتخب نائباً عن المقعد الماروني في عكار، وبقي في منصبه حتى العام 1992، حيث لم تجر الإنتخابات طوال فترة الحرب اللبنانية، وفيما بعد انتخب نائباً عن المقعد نفسه في العام 1992، بينما خسر المعركة الإنتخابية في العام 1996، ليعود إلى المجلس النيابي في العام 2000، قبل أن يخسر من جديد في العام 2005.

ويعرف عن الضاهر مقولة: "الضاهر أو الفوضى"، التي طغت مع قرب نهاية ولاية الرئيس السابق أمين الجميل في العام 1988، حيث طرح اسمه لرئاسة الجمهورية نتيجة إتفاق بين المبعوث الأميركي ريتشارد مورفي والرئيس السوري حافظ الأسد، لكن لم تُجر الانتخابات حينها بسبب عدم اكتمال نصاب ​مجلس النواب​ بجلسة الانتخاب.

في حال فوزه سيكون الضاهر رئيس السن في الجلسة الأولى لمجلس النواب الجديد، التي ستكون مخصّصة لإنتخاب رئيس المجلس المقبل وهيئة مكتب المجلس، وهو يعلّق على هذا الموضوع، في حديث لـ"النشرة"، بالقول: "انشالله كون رئيس السنّ"، لكنه يرفض الخوض في أي حديث سياسي قبل تشكيل اللائحة.

ويلفت الضاهر إلى أن إصراره على الترشح يعود إلى رغبته بالإستمرار في خدمة المواطنين، كما أن لديه خبرة واسعة على مستوى التشريع يريد أن يضعها في خدمة الوطن، ويوضح أن هناك مسؤوليات تقع على عاتق النائب، متعلقة بالتشريع والرقابة، لا علاقة لها بالسن، بل بالشخصية التي لديها الخبرة والكفاءة.

في المحصلة، هي مواجهة جديدة في الحياة السياسيّة ستكون صناديق الإقتراع مسرحها، بين جيل يملك الخبرة في العمل البرلماني وآخر يريد ضخ دماء الشباب في المجلس النيابي.