كل القوى في دائرة زحلة تترقب تموضعاتها الانتخابية. وحده النائب ​نقولا فتوش​ يتفرج على سباق القوى نحو التحالف مع تيار "المستقبل". حزب "​القوات​" والتيار "الوطني الحر" و"​الكتلة الشعبية​" كانوا يرصدون "المستقبل": ماذا سيفعل في دائرة البقاع الأوسط؟. رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف تنتظر رد "المستقبل" حول التحالف معها، بالمقابل فان الجمهور "البرتقالي" بقي يجزم أنه حليف التيار "الأزرق"، رغم النقاش الانتخابي المفتوح بين "القوات" و"المستقبل". كل شيء يوحي بوجود اتفاق محسوم بين رئيس ​الحكومة​ سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل على تمتين التحالف بينهما انطلاقا" من زحلة. فهمت "القوات" الحبكة البرتقالية–الزرقاء، فتوجهت لصياغة تحالف انتخابي مع حزب "الكتائب" لتأمين حاصل يخولّها المنافسة على مقعد ثان. بدا النائب ايلي ماروني من أشد الساعين الى عقد تحالف مع "القوات"، فسبق قرار حزبه الى تنسيق قاده الى حضور حفل ترشيح "القوات" لجورج عقيص عن المقعد الكاثوليكي منذ أيام. لكن القيادة الكتائبية في الصيفي تتريث في حسم التحالف النهائي مع معراب قبل حصول اتفاق في البترون يحسم فوز النائب الكتائبي سامر سعادة. رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل يدرك أن أصوات حزبه ستعزز من فرص فوز "القوات" بمقعد ثان في زحلة، هو المقعد الكاثوليكي تحديدا"، حيث تجري المنافسة الحامية حوله، باعتبار أن الدراسات واستطلاعات الرأي اظهرت قدرة المرشح على لائحة "القوات" قيصر نعيم المعلوف على الفوز بالمقعد الأرثوذكسي في زحلة، من دون قدرة "القوات" وحدها على تأمين حاصل انتخابي يضمن لها أيضا" فوز عقيص عن المقعد الكاثوليكي.

يختلط المشهد في زحلة قبل أقل من أسبوعين على انتهاء مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية. يبدو الأكثر ارتياحا فتوش الذي يفاخر في مجالسه بصنع لائحة على أرض زحلة، وتحديدا" في حارة مارجرجس–مارمخايل في قلب المدينة. لم ينتظر تحالفا سياسيا أو انتخابيا من خارج القضاء. قبل بالتحالف مع "الثنائي الشيعي" من دون فرض شروط عليه، لا حول أسماء المرشحين على لائحته، ولا حول مسار المنافسة الانتخابية وما بعدها من عناوين سياسية. يجزم في مجالسه أنه وضع "مصلحة زحلة فوق كل اعتبار". يرفض فتوش الاطلالات الاعلامية التي يتم عرضها عليه لترويج حملته الانتخابية. يبدي كل الثقة بأن أهالي زحلة وقضائها يعرفون قدراته التشريعية والسياسية والتزاماته الخدماتية. هم جرّبوه وجرّبوا غيره. لعل العبارة التي رفعها أصدقاء فتوش "مشرّع عا قد المسؤولية" تدل على تجربة فتوش الغنية في التشريع. يفاخر فتوش بأنه "زحلاوي أبا" عن جد" وهو شعار رفعه أيضا" أصدقاؤه على مدخل عروس البقاع، الى جانب شعارات: تا نبقى سوا، وتا نكمّل المشوار. يبدو أن تلك الحملة التي نظمها أصدقاؤه هدفت الى محاكاة النسيج الاجتماعي والطوائفي المتنوع في قضاء زحلة، باعتبار أنه يشكّل عامل وصل بين مكونات المنطقة، ولا يستفز أي مكون فيها.

اذا كان أنصار فتوش يؤكدون فوزه المرتقب عن أحد المقاعد الكاثوليكية في زحلة، فان المنافسة الحادة ستكون حول المقعد الكاثوليكي الثاني. هنا يشتد السباق بين "الكتلة الشعبية" التي تسعى لفوز سكاف، لكن منافسيها يقلّلون من قدراتها على الفوز بمقعدها في حال عدم تحالفها مع قوى وازنة في زحلة، وبين مرشح "القوات" جورج عقيص، ومرشح "الوطني الحر" ميشال ضاهر الآتين من خارج المدينة. علما" ان معظم استطلاعات الرأي التي أجريت بيّنت قدرة التيار البرتقالي على الفوز بالمقعد الماروني الذي يترشح عنه النائب السابق سليم عون، وقدرة "القوات" على تأمين فوز قيصر المعلوف بالمقعد الارثوذكسي. لذلك فان المنافسات تجري حول الصوت التفضيلي داخل البيت الواحد واللائحة الواحدة، وهو ما أدى الى تنافس جدي "تحت الطاولة"، خصوصا" بين مرشحي "الوطني الحر". لكن ​الانتخابات​ قد تحمل مفاجآت، بانتظار بت تركيبة اللوائح أولا في الأيام المقبلة، قبل اجراء دراسات واستطلاعات رأي على أساسها، تسبق موعد الاستحقاق.