يكتمل المشهد الانتخابي على صعيد التحالفات واللوائح الاسبوع المقبل وفق روزنامة القانون الجديد المعمول به، لكن الاتصالات استمرت بشكل مكثف في الساعات الماضية لحسم الامور في بعض الدوائر، وتجاوز الثغرات التي ظهر حتى في تلك الدوائر التي تكرست فيها التحالفات.

وتقول المعلومات ان كل طرف يسعى في دوائر حساسة ومعقدة ان يحقق المزيد من المكاسب في ربع الساعة الاخير، مع العلم ان تقاسم المرشحين والمقاعد لن يخضع لاي تغيير او تبديل جوهري لتفادي انفراط التحالفات الكبرى المعقودة.

واذا كان ​قانون الانتخابات​ الجديد قد فرض ايقاعه على طريقته وطبيعة التحالفات بالاضافة الى المصالح الانتخابية لكل طرف، فان اللافت، في ما حصل ويحصل هو سقوط المواثيق او العهود السياسية بين هذا الطرف وذاك ليحل محلها اتفاقات انتخابية جديدة ومتنوعة.

وفي قراءة لخارطة التحالفات الانتخابية تلفت مصادر سياسية الى ان ورقة التفاهم بين ​التيار الوطني الحر​ و«القوات اللبنانية» التي اصيبت بانتكاسة كبرى قبل ازمة استقالة الرئيس ​سعد الحريري​ وبعدها، قد وضعت جانبا بشكل كامل خلال البحث في التحالفات الانتخابية.

وتضيف المصادر ان هذه الورقة المكتوبة والموقعة بين الطرفين لم تصمد طويلاً، وحل محلها صراع مكشوف في كل الدوائر شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.

وحسب خارطة التحالفات التي حسمت على المستوى المسيحي فان القوات والتيار لم يتعاونا في اية دائرة انتخابية على عكس ما كان متوقعاً في مرحلة توقيع ورقة التفاهم بينهما.

ويرصد كل طرف الاخر عشية الذهاب لمعركة 6 ايار، حيث يسعى كل واحد منهما الى كسب اكبر عدد من المقاعد المسيحية لتكون «الذخيرة» الاساسية في معركة الرئاسة وقبلها الحضور داخل الندوة النيابية والحكومة وبرأي المصادر السياسية انه الى جانب التباعد السياسي التدريجي بين الطرفين منذ توقيع الورقة، برزت عوامل عديدة ادت الى هذا الافتراق الذي يكاد يشمل كل شيء اكان على صعيد عمل الحكومة او الملفات الحيوية المطروحة (الكهرباء على سبيل المثال)، ام على صعيد التوجهات السياسية العامة، او حتى على صعيد المشاريع الاقتصادية والتنموية كذلك لم يتمكن «​حزب الله​» والتيار الوطني الحر من ترجمة وثيقة التفاهم بينهما على صعيد التحالفات الانتخابية في كل لبنان، واقتصر التحالف بين الجانبين على دوائر: بيروت الثانية، بعبدا، ​البقاع الغربي​، و​بعلبك​ الهرمل، بينما سيخوضان مواجهات انتخابية في دوائر مهمة مثل: صيدا - جزين، زحلة، و​كسروان​ - جبيل.

ووفقاً للمصادر السياسية فانه الى جانب طبيعة القانون، التي تفرض نفسها على التحالفات وتحول دون امكانية الموازنة بين المصلحة الانتخابية والتفاهم السياسي، فان هناك عوامل اخرى ساهمت في التباعد بين الحزب والتيار في بعض الدوائر منها تمسك حزب الله بالتحالف الثابت مع حركة «أمل» و​قوى 8 آذار​، ومآخذ الحزب على السياسة التي ينتهجها رئيس التيار الوزير ​جبران باسيل​ تجاه عدد من الملفات وبالنسبة لبعض التحالفات الانتخابية لا سيما مع ​تيار المستقبل​.

ورغم عدم توقيع اي ورقة تفاهم بين المستقبل والتيار الوطني الحر فان تحالفهما قبل ازمة استقالة الرئيس الحريري في ​السعودية​ كان مرسوما ليطاول معظم الدوائر، لكن الضغوط الأخيرة التي تعرض لها الرئيس الحريري جعلته يقلص مساحة التحالف الانتخابي مع التيار ليقتصر على دوائر محدودة.

وتقول المصادر السياسية ان التوجهات السياسية العامة المشتركة بين المستقبل و«القوات اللبنانية» لم تؤد الى عقد تحالفات انتخابية بحجم هذا التوافق لأسباب عديدة ابرزها تردّي العلاقة بين الطرفين اثناء ازمة استقالة الحريري. واقتصر التحالف بينهما على ​الشوف​ - عاليه، وبعبدا (لا يوجد مرشح للمستقبل)، وبعلبك - الهرمل، والبقاع الغربي (لم يكن قد حسم نهائيا).

وتلفت المصادر الى ان التفاهم والتحالف الثابت الذي صمد وتجاوز صعوبات قانون الانتخابات هو التحالف بين حركة «أمل» وحزب الله الذي امتد على مساحة كل البلاد وفي كل الدوائر.

وتشير الى ان هذا التحالف الثابت شكل مقياساً اساسياً وضرورياً للتحالف مع باقي القوى الاخرى، ما يؤشر الى قوته ومناعته قبل وبعد الانتخابات.