رأى مصدر سياسي مسيحي أنّ "الميل للسيطرة على المقاعد المسيحية من قبل قوى غير مسيحيّة، ينسحب على مُختلف الدوائر الإنتخابيّة التي لا يتمتّع فيها المسيحيّون بالأغلبيّة العدديّة، من ​طرابلس​ - ​المنية​ - ​الضنية​ مرورًا بدائرة ​بعلبك​ - ​الهرمل​، وُصولاً إلى ​بنت جبيل​ - ​حاصبيا​ - ​مرجعيون​ - النبطيّة، إلخ". وقال: "إنّ المُفارقة أنّ القوى الحزبيّة والسياسيّة الأخرى تتمسّك بشدّة بمقاعد الأقليّات الإسلاميّة في الدوائر ذات الأغلبيّة العدديّة المسيحيّة، كما هي الحال مثلاً في دوائر المتن أو ​كسروان​ - جبيل أو زحلة، بحيث تُجيز لنفسها ما لا تُجيز لغيرها".

وأشار المصدر في حديث إلى "الديار" إلى انّه "في تاريخ لبنان المُعاصر كانت الكثير من اللوائح الإنتخابية تضمّ مُرشّحين ينتمون إلى طوائف ومذاهب مُختلفة، ولعلّ النوّاب ​الشيعة​ ضمن كتلة حزب "الوطنيّين الأحرار" في زمن الرئيس الراحل ​كميل شمعون​ هم خير مثال على ذلك"، مُشيرًا إلى أن "لا مُشكلة في ذلك في حال كان الأمر مُتبادلاً بين مُختلف الجهات الطائفية والمذهبيّة، بناء على تموضعات سياسيّة واضحة". وإذ لفت إلى أنّ حلم الكثير من اللبنانيّين أن يتمّ إلغاء الطائفيّة السياسيّة من النفوس قبل النُصوص، وأن يتقدّم عامل المُواطنيّة والخط السياسي العريض على أي عامل حزبي أو طائفي أو مذهبي أو مناطقي ضيّق، شدّد على أنّ الوُصول إلى هذا الحلم المثالي لا يزال يبدو بعيد المنال بحسب ما تؤشّر إليه المُمارسات على الأرض. وقال إنّ ما يحصل على الأرض من مُحاولات لوضع اليد على المقاعد المُخصّصة للطائفة المسيحيّة على إختلاف مذاهبها في الكثير من الدوائر، هو إثبات على إستمرار نزعة السيطرة وقضم الحُقوق!