دعا الأمين العام ل​جامعة الدول العربية​ ​أحمد أبو الغيط​ إلى "إيجاد آلية جادة ومستقرة توفر تمويلًا مستمرًا وثابتًا لوكالة غوث وتشغيل ​اللاجئين الفلسطينيين​ "​الأونروا​" على نحو يمكن التنبؤ به ويتناسب مع حجم عمليات الوكالة والزيادة الطبيعية فى أعداد اللاجئين".

ولفت إلى أنه "من الواجب علينا جميعًا أن نُجنب الأونروا التعرض لأزمات متكررة كتلك التى واجهتها فى الفترة الأخيرة، وبحيث لا تعيش هذه الوكالة دائمًا على الحافة المالية شهرًا بعد شهر، وعامًا بعد عام"، منبهاً إلى أن "تقليص موازنة الأونروا يرسل إلى الفلسطينيين رسالة بالغة الخطورة مؤداها أن العالم ليس معهم، ولا تهمه مأساتهم، ولا تعنيه معيشتهم، ولا يعبأ بمستقبلهم".

وأكد أن "هذه الرسالة خطيرة لأنها تجعل كل فلسطيني، لاجئًا كان أم غير لاجئ، يفقد الثقة فى نهج التسوية السياسية للنزاع"، مشيراً إلى أن "الأونروا تعد واحدة من نقاط ​الضوء​ القليلة التى تمنح الفلسطينيين بعض الثقة والأمل فى المستقبل، فقد مكنت ملايين الفلسطينيين من العيش بكرامة لسنوات، والكرامة وكما أشارت حملة الأونروا عن حق بأنها لا تقدر بثمن".

وأشار أبو الغيط إلى أن "مدارس "الأونروا" ساعدت فى تنشئة أجيال فلسطينية متعلمة وقادرة على الإسهام الإيجابى فى المجتمع"، مناشداً العالم "ألا يُغلق هذه النافذة فى وجه شعب عانى الكثير ويُعانى الكثير"، داعيًا ​الولايات المتحدة الأميركية​ على وجه الخصوص لإعادة النظر فى قرارها تجاه "الأونروا"، وسداد مساهمتها كاملة فى موازنة الوكالة لعام 2018".

وأكد أبو الغيط أن "الأونروا" ليست فقط وكالة لتقديم الخدمات الإنسانية أو جمعية للإحسان، لكنها تعبر فى الأساس عن التزام سياسى من جانب المجتمع الدولى منصوص عليه فى قرارات أممية إزاء مأساة اللاجئين الفلسطينيين التى لم يستطع الحيلولة دون وقوعها منذ سبعين عامًا، ثم فشل فى علاجها طوال هذه العقود الممتدة"، مشدداً على أن "الأونروا تعكس هذه المسئولية الدولية المشتركة إزاء مصير شعب جرى تشريده، وما زال أبناؤه يعيشون على حلم العودة إلى الوطن يومًا".

وأكد أن "قضية اللاجئين الفلسطينيين ليست مأساة إنسانية فحسب، وإنما هى قضية سياسية فى المقام الأول، حيث أن ملف اللاجئين، كما يعرف الجميع ويقر، هو أحد قضايا الحل النهائي"، مشيراً إلى أن "محاولات تصفية هذه القضية الأساسية، أو شطب ذلك الملف وسحبه من طاولة التفاوض، عبر تقليص دور الأونروا أو المساس بولايتها، أو دمجها بالمفوضية السامية لشئون اللاجئين، مكشوفة ومرفوضة ولن يُكتب لها النجاح، ولن تؤدى سوى إلى مزيد من التشبث من جانب الفلسطينيين والعرب بحق اللاجئين فى حل عادل لقضيتهم بعد كل المُعاناة التى تعرضوا لها".

وحذر أبو الغيط من "خطورة التعدى على دور الأونروا، أو تقليص هذا الدور أو إضعافه، خاصة فى ضوء ما تعنيه لحياة خمسة ونصف مليون فلسطينى"، منبها إلى "ما ينطوى عليه تعثر عملياتها أو تراجع قدرتها على الوفاء بمهامها من تبعات إنسانية وأمنية وسياسية خطيرة".