لم ينجح "​التيار الوطني الحر​" حتى الساعة في نسج أي تحالف انتخابي يعول عليه في دوائر الشمال اللبناني الـ3. فالتفاهم الذي توصل اليه مع تيار "المستقبل" في عكار قبيل توجه رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ الى ​الرياض​، تلاشى بعد عودته منها، خاصة انه لم يكن أصلا مبنيا على قواعد ثابتة، باعتبار ان القسم الأكبر من العونيين العكاريين لم يستسيغوا فكرة التحالف الانتخابي مع "المستقبل" في هذه الدائرة بالتحديد، والتي لطالما كانت بمثابة حلقة رئيسية بمشروع المواجهة التي خاضوها في معركتهم لاعتماد النظام النسبي وضمان انتخاب القسم الاكبر من النواب المسيحيين بأصوات الناخبين المسيحيين أنفسهم.

وقد شكلت المعطيات التي رشحت بوقت سابق عن تخلي القيادة العونية عن ترشيح القيادي جيمي جبور عن المقعد الماروني لمصلحة النائب الحالي هادي حبيش عنصرا أساسيا ساهم في تضعضع الشارع العوني العكاري، الذي استعاد أنفاسه مؤخرا بعد سقوط الاتفاق الاولي مع "المستقبل"، وسلوك الأمور منحى المواجهة الانتخابية مع التيار الأزرق في المنطقة. لكن شدّ العصب العوني الحاصل حاليا في عكار، لن يكون وحده كافيا لخوض معركة متكافئة، خاصة في ظل تعذر التوصل الى تفاهم مع اي من الشخصيات العكارية الأخرى لخوض الانتخابات معها على لائحة واحدة. ولا تزال كل الخيارات مفتوحة في الدائرة الأولى، كما تؤكد مصادر قيادية عونية، لافتة الى امكانية تشكيل لائحة خاصة، كما الى امكانية الانضمام الى لائحة ​قوى 8 آذار​ بالمنطقة، اضافة الى ان احتمال التوصل الى تحالف انتخابي جديد مع "المستقبل" في الربع ساعة الأخير، يبقى قائما.

وتبدو المصادر مطمئنّة الى انّه مهما كانت نتيجة المفاوضات مع رئيس الحكومة سعد الحريري بخصوص عكار، فإن أصوات الناخبين السنة في ​البترون​ ستصب لصالح وزير الخارجيةجبران باسيل، بعدما بات شبه محسوم توجه "المستقبل" لتوزيع أصوات ناخبيه بين "التيار الوطني الحر" و"​القوات​" والمردة" في دائرة"الشمال الثالثة" والتي تضم أقضية بشري، البترون، ​الكورة​ و​زغرتا​. فأصوات الناخبين السنة والتي قد تتعدى الـ11 الف صوت، قادرة على تأمين حاصل انتخابي في حال صبت لمصلحة احدى اللوائح، في ظل غياب اي مقعد سني في الدائرة التي تضم عشرة مقاعد، موزعة ما بين مقعدين مارونيين في بشري، 2للموارنة في البترون، 3 مقاعد للروم الأرثوذكس في الكورة و3 مقاعد للموارنة في زغرتا.ويشكل الناخبون المسيحيون الكتلة الأكبر في المنطقة اذ يبلغ عددهم نحو 221000 ناخب من اصل 246000 ناخب عموماً.

وينافس "الوطني الحر" في دائرتي الشمال الأولى والثالثة على المقعد الثاني، باعتبار انه يحسم فوز الوزير باسيل بمقعد ماروني، ويحسم فوزه بمقعد على الاقل في عكار. لكن اللافت كان اقدامه مؤخرا على ترشيح الحزبي ​طوني ماروني​ عن دائرة طرابلس–المنية–الضنيه، مع علمه انه غير قادر على المنافسة على الاطلاق في المنطقة، ولا حتى هناك امكانية لانضمام مرشحه الى احدى اللوائح الكثيرة المتنافسة. وتؤكد مصادر طرابلسيّة ان المقعد الماروني في المدينة محسوم لوزير الخارجية السابق ​جان عبيد​، لافتة الى ان عددا كبيرا من الناخبين السنة يتجهون لاعطائه صوتهم التفضيلي.

بالمحصلة، يبدو المشهد العوني الشمالي باهتا بعكس ما هو عليه في مناطق أخرى، ما يستدعي استنفارا برتقاليا لتدارك نتائج مخيّبة، قبل أقل من شهر ونصف على موعد الاستحقاق الكبير.