رغم استياء ​حزب الله​ الواضح من اداء وزير الخارجية ​جبران باسيل​ الانتخابي والسياسي الا انه ما زال مصرا على مراعاته والحفاظ على تفاهمه معه... من هذا المنطلق، وقف الحزب على خاطر ​التيار الوطني الحر​ وكرمه في مسألة عدم ترشيح منتمين للتيار او شخصيات محسوبة عليه على لائحته في «كسروان - جبيل»، والمقصود هنا ما تردّد عن ترشيح القيادي السابق في التيار بسّام الهاشم.

وفي التفاصيل، فان التيار بشخص رئيسه جبران باسيل تواصل مع حزب الله معربا عن استيائه من ترشيح الحزب لقياديين سابقين وحاليين في الوطني الحر على لائحته في «كسروان - جبيل»، معتبرا ان تحالفا من هذا النوع غير مقبول ويشق صفوف التيار ويؤثر سلبا على تفاهم «​مار مخايل​».

حينها، وبأمر مباشر من الامين العام للحزب ​السيد حسن نصرالله​ تم الغاء اللائحة التي كانت مكتملة تقريبا، وجرى تكليف الوزير السابق ​جان لوي قرداحي​ بتشكيل لائحة جديدة من شخصيات مسيحية غير حزبية لا تنتمي او تؤيد او تستفز التيار الوطني الحر.

وضمن الترتيب ذاته، وافق حزب الله في اللحظات الاخيرة على تبني النائب ​اميل رحمة​ على لائحته في «بعلبك - الهرمل» بدل النائب السابق طارق حبشي، وعلى التحالف مع التيار الوطني الحر في دائرة ​بعبدا​.

وتعليقا على ما جرى، اعتبرت مصادر حزبية بان الحزب وقف على خاطر باسيل ليس اكراما له اذا جاز التعبير انما حفاظا على تفاهم مار مخايل الذي ابرم في الاساس مع رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ الذي يعتبره السيد نصرالله من اشرف الحلفاء، ولا يريد تضييع تفاهمه معه لاسباب غير مهمة ويمكن تجاوزها طالما ان باسيل ما زال محافظا وملتزما بالخطوط الاستراتيجية للتفاهم.

وفي السياق، اشارت المصادر الى ان تغاضي الحزب عن زلات باسيل الانتخابية مع حزب الله وتصعيده المستمر ضد رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ يرتبط بالتحالفات السياسية لما بعد ​انتخابات​ ايار 2018 وليس موافقة على طلباته وتمنياته الانتخابية او على ادائه السياسي الذي تجاوز في اماكن كثيرة الاسس الداخلية والوطنية للتفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر.

وبالتالي، فان تلخيص حرص حزب الله على مراعاة باسيل يندرج وفقا للمصادر تحت ثلاثة عناوين، اهمها: تفاهم مار مخايل، يليه شخص رئيس الجمهورية ميشال عون «الرجل الذهب» في حسابات السيد نصرالله، وآخرها تحالفات مجلس ​6 أيار​ 2018 التي ستؤسس لمرحلة سياسية واقتصادية وامنية مختلفة في ​لبنان​.