أكد رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك ​المطران عصام يوحنا درويش​، في كلمة له بعد استقباله الأمين العام لتيار "المستقبل" ​أحمد الحريري​، في مطرانية سيدة النجاة في زحلة، "اننا نحن كمواطنين نثمن تعاون رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ورئيس مجلس النواب بنيه بري معا ومع رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، ونحن على قناعة بأن وحدتهم تنعكس إيجابا على العيش المشترك وعلى تقدم البلد ونموه وتطوره".

وجدد ترحيب بالحضور، لافتاً الى أنه"كان بودنا أن تكون كل زحلة في هذا اللقاء، فسيدة النجاة كانت دوما حاضنة لجميع المكونات اللبنانية وأبوابها مشرعة لذوي الإرادات الصالحة"، ذاكراً أن "الانتخابات النيابية التي هي حديث الساعة، هي بالطبع استحقاق ديموقراطي نوعي في حياة الدول المعاصرة، ليس فقط لجهة تداول السلطة التشريعية، حيث تتجدد من خلالها أيضا السلطة التنفيذية، بل لأنها فرصة تعبير حقيقية للمواطنين من أجل اختيار ممثليهم إلى الندوة البرلمانية، وهو اختيار نأمل أن يرتكز، قبل اعتبار الموقع المذهبي والتموضع السياسي، إلى اعتماد معيار الكفاءة العلمية والأخلاقية، تشريعيا ورقابيا وخدماتيا".

وتابع درويش بالقول "اننا نعتقد أن هذا الاستحقاق، على أهميته، سواء في دائرة زحلة أو في سائر الدوائر الانتخابية، يجب أن لا ينسينا الحاجات اليومية للناس، من تنمية ورعاية وطرقات لائقة وعدالة واستقرار وتطبيق للقانون، وتسهيل للمعاملات، واحترام كلي متبادل بين المسؤول والمواطن".

وختم بالقول "من هذا المنطلق نتوجه إلى كل المرشحين، ورغم أننا على مسافة واحدة من الجميع، لكننا ننحاز معكم فقط للوطن ولمن يعمل من أجل الوطن ومن أجل وحدة الوطن، وللذين يزرعون الوفاق في هذه المدينة، لهؤلاء نتمنى النجاح ونضع كل امكاناتنا في المطرانية للعمل معهم.المدينة تنتظركم وورشة كبيرة من المشاريع تنتظركم".

من جهته، ذكر المدير العام لوزارة الزراعة الأمين العام للمجلس الأعلى للروم الملكيين الكاثوليك المهندس لويس لحود، الذي كان حاضراً باللقاء، أن "المطرانية لها دور في الحياة الكاثوليكية اللبنانية وفي الحياة الوطنية، وكما تعتبر ​بكركي​ مرجعية للطائفة المارونية، هكذا سيدة النجاة في زحلة تعتبر مرجعية للروم الملكيين الكاثوليك. عبر شخصكم الكريم نوجه التحية الى دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري، الذي التقيناه الأسبوع الماضي برفقة المطران درويش وعرضنا معه أوضاع المنطقة".

وختم بالقول "زحلة دائما في قلب الشيخ أحمد، وأعرف من خلال المتابعة اليومية وصداقتي معه، كم يولي اهتماما لمنطقة زحلة والبقاع الأوسط

كما أن الحريري لفت الى "اننا أنا هنا لأتحدث بال​سياسة​، لأن الصورة في زحلة لم تكتمل بعد، والحريري يعمل بكل جد ويدرس أين يمكن أن نكون لنحافظ على هوية زحلة وهوية البقاع الأوسط، ومن ثم أين تكون مصلحتنا"ن معتبراً ان "هذا ميزان من ذهب، لأن زحلة من ذهب، وميزان من ذهب لأن زحلة دائما هي معيار ​الإنتخابات النيابية​ في كل لبنان، هكذا كانت عام 2009 وهكذا ستكون في 2018. أقول هذا الكلام لأن هذه المدينة هي مدينة مقاومة، مدينة صامدة، مدينة تحدت كل أنواع الظلم وكل أنواع الحصار، وبقي رجالها واقفين، وبقيت نساؤها في المنازل يحمين الرجال والأطفال".

وتابع بالقول "هنا تتلخص مشاهد عديدة، من صرح اسمه مطرانية سيدة النجاة الى مدينة تحرر عبرها كل لبنان بعد أن حررت نفسها، هذه عاصمة، هذه لؤلؤة، هذه زحلة التي نفتخر بها والتي نريدها دائما عالية وكبيرة بقاماتها، بمثقفيها، بسياسييها بكل أهلها من كل شرائح المجتمع ومن كل الطوائف".

كما نوه الى أن "سيادة المطران طرح فكرة جيدة للمرشحين، وسأدخل بتفاصيل ما تفضل به سيادته. يجب علينا ألا نمنن المواطن بالخدمات، هذه الخدمة يجب ان تكون من أولى واجباتنا، ننزل نحن إلى المواطن ونخدمه وليس ليكونوا هم خدم لدينا. هذه العقلية علينا الغاؤها، وهذا القانون اتى ليلغيها، لأنه قانون يعطي فرصة لكل شخص أن يطمح وترشح، ان ينجح وأن يكون خادما للناس وليس استاذا عليهم. هذه تجربة جديدة في لبنان. نستطيع ان نقول اننا نجري الانتخابات لأول مرة في لبنان، لأن زمن المحادل ولى، هذه انتخابات جديدة لا أ حد يستطيع ان يعرف نتائجها مسبقا"، منوهاً الى أن "هناك حراك جديد لدى الناس، علينا ان نكون على قدره ونفهمه ونستوعبه، علينا ان نخاطبه ونشاركه في الخطط وفي كل الإستراتيجيات، والا سيأتي التغيير من مكان ما بدون ان نشعر به".

وختم بالقول "في البلد هناك أكثرية صامتة تئن، ولا تريد ان تسمع سياسة، تريد خدمات، تريد طرقات وكهرباء، خططا للزراعة، إزالة التلوث من الليطاني، هذه أولوياتها. على الحكومة المقبلة ان تتابع كل هذه الأمور، هذه الحكومة ستتشكل تحت سقف التسوية، التي ارساها الرئيس سعد الحريري والجنرال ميشال عون، والتي ارست الاستقرار والهدوء في البلد، واعادت الأمل"، مؤكدا "نحن اتخذنا القرار، بأن استشهاد الرئيس رفيق الحريري كان فرصة نادرة اجتمع فيها الصليب والهلال، وممنوع ان يتفرقا مجددا، لأن الفرصة النادرة لا تتكرر والمواقف النادرة لا تتكرر، علينا ان نبني عليها ونمتنها أكثر, ان تصبح أسلوبا نتابع من خلاله الطريق الى الأمام".