لفت مصدر في الوفد ال​لبنان​ي إلى ​مؤتمر روما​ -2 لدعم ​الجيش اللبناني​ و​الأجهزة الأمنية​ في حضور 41 دولة وحلف ​الناتو​ و​الاتحاد الأوروبي​ والأمم المتحدة، أنه "ليس من قبيل الصدفة أن يكون سبقه بيومين إعلان رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ أن لبنان سيبحث الإستراتيجيا الدفاعية بعد الانتخابات النيابية في 6 أيار المقبل".

ورجح المصدر عبر "الحياة" أن "يكون لبنان تلقى نصائح وتمنيات من جهات عدة في المجتمع الدولي بأن يبدي استعداده للبحث في الإسترتيجيا الدفاعية التي من المسلم به أن المعني بها هو إيجاد حل لمسألة سلاح "​حزب الله​" الذي تعتبره المحافل الدولية كافة خارجاً عن الشرعية وفقاً لقرارات مجلس الأمن".

وأوضح المصدر في معرض تعليقه على ما تردد عن وجود شروط على لبنان كي يتلقى الدعم المطلوب لقواته المسلحة في روما -2 أن "الجانب اللبناني دخل المؤتمر، وقد أكد موضوع إسترتيجيا الدفاع، إضافة إلى تشديده على التزام كل مكونات الحكومة ​سياسة​ ​النأي بالنفس​ عن أزمات المنطقة وحروبها، بحيث أنه استبق أي مطالبة له بهذه المواقف، كما جاء في كلمة رئيس الحكومة سعد الحريري في الافتتاح"، مضيفا: "هذا ما جعل البيان الختامي للمؤتمر يرحب بما أعلنه الحريري خصوصا في شأن النأي بالنفس".

واشار المصدر إلى أن "البيان الختامي ليس بياناً مشتركاً بين لبنان وبين الدول الـ41 المشاركة في المؤتمر، بل هو بيان صدر عن هذه الدول، بما فيها ​روسيا​، أخذ في الاعتبار ما سمعته من السلطات اللبنانية، رداً على سؤال عن أن هذا البيان تطرق إلى القرار 1559 (تتناول نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية) الذي تتجنب ​الحكومة اللبنانية​ إيراده في مواقفها وبياناتها"، لافتا الى إن "بيان مجموعة الدعم الدولية التي عقدت في باريس في كانون الثاني الماضي نص على القرار المذكور أيضاً لكنه لم يكن بياناً مشتركاً مع الحكومة".

وعن خروق سياسة النأي بالنفس، لاسيما منها إعلان نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم غداة المؤتمر أن الحزب باق في ​سوريا​ ولن ينسحب، أجاب المصدر: "صحيح هناك خروق لكن لبنان الرسمي يعلن باستمرار أنه يعمل على تحسين مبدأ النأي بالنفس، ولذلك تضمن البيان الختامي عبارة: "حث المشاركون القادة اللبنانيين على التطبيق الفوري والمزيد في التوسع في التطبيق الملموس لسياسة النأي بالنفس كأولوية كما جاء في تصريحات سابقة وبخاصة في إعلان بعبدأ عام 2012".

وتابع المصدر: "إلا أن مسألة تدخل الحزب في سورية تخضع لوجهة نظر بين المجموعة الدولية هي ما تعتبره روسيا أنه ليس تدخلاً بل وجود بناء لطلب الحكومة السورية"، مشيرا إلى أنه "على رغم المطالبة الأميركية والغربية بانسحاب إيران من سوريا ومعها حزب الله، فإن الموقف العربي خصوصاً يركز على اعتبار تدخله في ​اليمن​ المشكلة المركزية، وأن أياً من الدول المشاركة لم يأت على ذكر خروق النأي بالنفس".

وأكد المصدر أنه "لم تكن هناك شروط على لبنان فالمداخلات داخل المؤتمر بلا استثناء أشادت بما تقوم به الحكومة وبقرار كل مكوناتها التزام النأي بالنفس واستئناف مناقشة الإسترتيجيا الدفاعية، وبمقاربة رئيس الحكومة سعد الحريري عن أن بناء الدولة يتم بتدعيم مؤسساتها بدءاً ب​القوات​ المسلحة"، مضيفا: "كل المداخلات التزمت تقديم المساعدة للجيش والأجهزة الأمنية بعد الإشادة بإنجازاتها فالمؤتمر كان سياسياً، لا لإعلان أرقام أو مساعدات عينية ولاحقاً ستنظر كل دولة في الخطة التفصيلية التي تقدمت بها القيادات العسكرية عن حاجاتها على مدى 5 سنوات، لتقرر في شكل ثنائي الجانب الذي هي مستعدة لتقديمه وفق إمكاناتها، سواء بمعدات أم بتمويل عبر قروض ميسرة أو خط ائتمان (كما فعلت فرنسا بـ400 مليون يورو) أم في شكل يجمع بين الأساليب المختلفة، فيما ينوي بعض الدول الاكتفاء بتقديم خبرة التدريب"، ورداً على سؤال قال إن "الدول العربية كافة بما فيها الخليجية أعلنت التزامها المساعدة وأشارت إلى أنها ستبحث في شكل ثنائي مع لبنان بذلك".