اشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها الى أن "الرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​ لا يشعر بالقلق داخلياً من احتمال عدم إعادة انتخابه رئيساً للمرة الرابعة في الانتخابات التي تُجرى اليوم بمواجهة سبعة مرشحين آخرين"، لافتا الى أن "استطلاعات الرأي تشير إلى أنه قد يحصل على ثلثي أصوات الناخبين، مهما تكن نسبة المقترعين، بمعنى أنه يحوز رضا أغلبية الشعب الروسي نظراً لإنجازاته التي حققها خلال وجوده في السلطة، من إخراج ل​روسيا​ من غرفة الإنعاش واستعادة مجدها الذي كاد يتبدد على يد الرئيس الأسبق بوريس يلتسين، ووضعها مجدداً مع الأقوياء ودولة عظمى تصارع لاستعادة دورها في قمة النظام العالمي، بعد أن حقق قفزات سياسية واقتصادية وعسكرية غير هينة في هذا المضمار، حيث أوقد مجدداً الحس القومي وأشعل لدى الروس الشعور بالاعتزاز والفخر والقدرة على المواجهة".

ولفتت الصحيفة الى أن "الداخل لا يقلق بوتين، ما يقلقه هو الهجمة الضارية التي يتعرض لها من الخارج، وتحديداً من جانب ​الولايات المتحدة​ والدول الأوروبية، خصوصاً ​بريطانيا​ على خلفية ما تردد عن التدخل في ​الانتخابات الرئاسية​ الأميركية التي أوصلت الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، ثم الأزمة الأوكرانية واسترداد شبه جزيرة القرم، وما نجم عن ذلك من عقوبات اقتصادية ضد روسيا، إضافة إلى ​الأزمة السورية​ ودور ​موسكو​ في الحرب على ​الإرهاب​ التي تجري هناك، ودعم ​الكرملين​ للنظام السوري، وأخيراً مسألة الجاسوس المزدوج سيرجي سكريبال الذي تعرض للتسمم مع ابنته في مدينة سالزبوري البريطانية في الرابع من نيسان الحالي، واتهام موسكو بالضلوع فيها من خلال استخدام غاز الأعصاب "نوفيتشوك" الذي كان صنعه الاتحاد السوفييتي السابق".

واضافت: "موسكو ترى أن ما تتعرض له من اتهامات وحملات وتهديد بفرض عقوبات هو جزء من مؤامرة تستهدفها لمحاصرتها، فهي تنفي جملة وتفصيلا أية علاقة لها بحادث التسميم، وتؤكد أنها طلبت معلومات حول الحادث، وأبدت استعدادها للمشاركة في التحقيق لكنها لم تتلق أي رد، كما سارعت ​الحكومة البريطانية​ إلى طرد 23 دبلوماسياً روسياً على خلفية الواقعة، فردت موسكو بالمثل، وأبدت دول أوروبية تضامنها مع بريطانيا وهددت باتخاذ تدابير انتقامية ضد موسكو، كما تصاعدت حدة الحرب الكلامية بين الجانبين، فقال جافين وليامسون وزير الدفاع البريطاني إن روسيا يجب أن تختفي وتصمت، فيما اتهمته ​وزارة الدفاع الروسية​ بأنه "عقيم فكرياً"، وقال وزير الخارجية الروسي ​سيرغي لافروف​ بأن وليامسون "ينقصه التهذيب"، لافتا الى أن " روسيا تعتقد أن ما تتعرض له من حملات سياسية ودبلوماسية وتهديدات ليس عملاً بريئاً، وهو جزء من مخطط تقوده الولايات المتحدة لتقويض سمعتها وشيطنتها، بل هو شكل من أشكال الحرب لمنعها من القيام بدور عالمي يجب أن تقوم به، والمشاركة في نظام دولي تحاول الولايات المتحدة احتكاره ومنع أية قوى أخرى من المشاركة فيه، وهو ما بدا واضحاً من خلال استراتيجية الأمن القومي الأخيرة التي صنفت روسيا و​الصين​ "عدوين"، ودولتين "رجعيتين"، مؤكدا أن "بوتين يشعر بالقلق إزاء ما يتم التخطيط ضده في ​سوريا​ وفي مسألة الجاسوس المزدوج، لكنه يبدو واثقاً من القدرة على المواجهة".