أوضح مصدر في تيار "المستقبل" لـ"الشرق الأوسط" انه طالما أن كلّ دائرة تُخضع حساباتها لميزان الربح والخسارة، فإن هذه المقاربة دفعت "المستقبل" إلى الإعراض عن ترشيح أحد محازبيه في دائرة الجنوب الثالثة، التي تضمّ أقضية النبطية ومرجعيون و​حاصبيا​ و​بنت جبيل​، من دون أن تلغي قدرته على المناورة وتجيير أصواته للحلفاء، لانه من غير المفيد خوض معركة خاسرة في منطقة محسومة النتيجة سلفاً. وبالتالي، الخسارة ستسجّل على المستقبل في ال​سياسة​، مشيراً إلى أن التيار "قد يكون مؤثراً في توجيه أصواته في هذه المنطقة لمستقلين أو مرشحين تتقاطع معهم خياراتنا السياسية".

وتقدمت 7 شخصيات سنيّة بترشيحاتها عن دائرة الجنوب الثالثة، للتنافس على المقعد الوحيد الذي يمثله منذ 3 دورات انتخابية، عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​قاسم هاشم​. ومع أن "المستقبل" لم يتبنَ أي مرشح سنّي له في الدائرة، خلال إعلان مرشحيه للانتخابات في نهاية الأسبوع الماضي، فإن اثنين من المرشحين هما من مناصريه، أحدهما عماد الخطيب ابن ​بلدة شبعا​ (وهو رجل أعمال لبناني كان قد اختطف في العراق قبل أشهر، وتم تحريره). أما خالد سويد، فمن بلدة كفر حمام، وهو ابن شقيق النائب السابق أحمد سويد، ونجل اللواء ياسين سويد.

وتقول مصادر محلية في منطقة ​العرقوب​ لـ"الشرق الأوسط" إن تقديم اثنين قريبين من التيار ترشيحهما في هذه الدائرة "سيزيد تشتيت الأصوات، في حال الاتفاق على دعم لائحة منافسة للثنائي الشيعي"، في ظل صراع مناطقي أيضاً، كون السنّة الذين يوجدون في 5 بلدات كبرى "يكاد يُختصر تمثيلهم في الدولة اللبنانية الآن بأبناء شبعا، بينما لا يتمثل الآخرون، الذين يقارب عددهم عدد سكان شبعا، بأي موقع بارز في وظائف الدولة"، علماً بأن النائب قاسم هاشم يتحدر من شبعا، كذلك مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلّي.